لو قلتها مصريا أخت بلادي.. هذا لا يكفي.. لو قلتها مصر ياحبيبة بلادي.. هذا لا يكفي .. لو قلتها مصر يا توأم بلادي.. هذا ايضاً لا يكفي .. اذاً ماذا اقول يا مصر واقول و«سمح القول» لو قلتها مصر.. يا انت يا بلادي لان مصر ليست الشقيقة ولا الحبيبة ولا التوأم العادي وانما مصر هي والسودان توأمان سياميان والفصل بينهما يميت الاثنان معا فهما يعيشان فى غرفات قلب واحد يضخ الدم فى شرايين النيل فيهب الحياة للبلدين التوأمين السياميين فهما يا سادتي مصير واحد.. نبض واحد.. قلب واحد .. نيل واحد.. ثدي واحد يرضع منه ابناء النيل .. كل ابناء النيل وهذا الثدي الواحد ليس مجازي الاشارة وانما هو ثدي حقيقي واحد فاللواء محمد نجيب رائد الثورة المصرية والدته سودانية مية المية.. اهلها كانوا يعيشون فى مدينة ود مدني من اسرة كريمة تحمل اسم «آل مقلد» وهذه الاسرة الكريمة تمتد جزورها الى مدينة دنقلا وارقو وآل مقلد أو «المقالدة» كما يطلق عليهم الاهل هنا .. وهم من اكرم واعز الاسر وهم أيضاً اهل علم ودراية وشرف ونبل اما الرئيس جمال عبد الناصر قائد الثورة المصرية كان قد عاش ردحاً من الزمان طويلاً فى مدينة جبل اولياء وكان برتبة ملازم او اعلي قليلاً فى الجيش المصري الذى كان يرابط قريباً من خزان جبل اولياء واما الرئيس المصري الراحل انور السادات..جدته سودانية مية المية ويؤكد ذلك بشرته المائلة الى السمرة اما الرئيس حسني مبارك لا ادعي ان امه سودانية وانما هي مصرية مية المية وقد حملته وهن على وهن وارضعته من حليب النيل فغدى شقيقاً بالرضاعة والدين والابجدية لكل ابناء النيل. عفواً سادتي لهذه الاستطالة فى مقدمتي ولكن اين لي وانا فى حضرة مصر.. اختي في الرضاعة وامي في الشفاعة وام كل الدنيا بلا مغالاة او إشاعة.قبل ان ادخل فى الموضوع كما يقولون .. اسعد كثيراً باشارة هامة اذكرها هنا وفحوها انه كانت تربطني مع سعادة السفير السابق لجمهورية مصر العربية الشقيقة بالخرطوم الاستاذ محمد عبدالمنعم الشاذلي علاقة ودودة وقد كتبت عنه وعن مصر الشقيقة الكثير الذي املاه علىَ«الواجب» وقد كان الوسيط فى هذه العلاقة الودودة مع سعادة السفير هو اخي وصديقي العزيز الاستاذ محمد على غريب المستشار الاعلامي بالسفار واذكر انه حملني على سيارته الدبلوماسية الى مقر السفارة بالمقرن و«حصل التعارف» الذي امتد حتي نهاية اقامة السفير بالخرطوم بل وحتي حفل الوداع الذي اقامه مجلس الصداقة الشعبية على شرفه.. اذكر انه عانقني بقوة وهو يودعني بينما كان الدكتور حسين ابو صالح يقف مبتسماً الى جانبنا. اما سعادة السفير الجديد الاستاذ عفيفي السيد عبدالوهاب فإنني امل ان التقيه قريباً بواسطة صديقي العزيز محمد علي غريب الذى هو فى بلده الثاني ليس «غريب» فتصادقنا واصبح بيننا «عيش وملح» كما يقول اخوتنا المصريين حيث تناولنا معاً وجبة كاملة الدسم فى بيت صديقنا المشترك الفنان التشكيلي المعروف برعي عمر سالم.اعود الى ما انا بصدده وهو النبأ العظيم الى تناقلته الميديا العربية فى البلدين الشقيقين مصر والسودان حول زيارة الوفد الاعلامي السوداني الذى زار جمهورية مصر العربية الشقيقة مؤخراً بقيادة استاذ الاساتذة محيي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين وعضوية كل من الاستاذ مصطفي ابو العزائم نائب الرئيس ورئيس تحرير صحيفة عروستنا «آخر لحظة» والزميل الصديق الاستاذ كمال حسن بخيت رئيس تحرير صحيفة «الرأي العام» والصديق الاستاذ كمال حامد مدير قناة النيلين والاستاذ محمد دسوقي رئيس تحرير صحيفة »المشاهد« والاستاذ يوسف السماني رئيس مجلس ادارة الاذاعةالرياضية والاستاذ الصديق ميرغني ابوشنب مستشار التحرير بصحيفة «أخبار اليوم»السودانية والاستاذ صلاح دهب مدير الإدارة الرياضية باخبار اليوم والاستاذ محمد الصادق »أخونا زمان« مدير الإدارة الرياضية بصحيفة »الخرطوم« واخرين من خيرة الزملاء الصحفيين والاعلاميين. ولعل الذي اثلج صدري تماماً تماماً وهذا بمنطق ماكان في اوان الصيف اما الذي بعث الدفئ في صدري هو ان سيادة وزير الاعلام المصري السيد أنس الفقي قد تبنى خلال اجتماعه بالوفد الاعلامي السوداني مقترحاً سودانياً بانشاء »كيان اعلامي سوداني مصري« وكان الاجتماع بحضور سعادة السفير اسماعيل خيرت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية وعدد من قيادات اتحاد الاذاعة والتلفزيون بمصر وكان السيد الوزير «الفقي» قد دعا خلال الاجتماع الي توحيد الرسالة الاعلامية بما يمكن من خدمة البلدين الشقيقين كما دعا لتقوية الاواصر بين البلدين والتقى الوفد بسماحة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر اما الاستاذ مكرم محمد احمد نقيب الصحفيين المصريين والامين العام لاتحاد الصحفيين العرب قد امن علي المقترح السوداني ودعا الي تنفيذه كما دعا الي تبادل زيارات الصحفيين في البلدين الشقيقين ولعل اهم ماجاء علي لسان الاستاذ مكرم هو اشارته حيث قال: ان نقابة الصحفيين المصريين واتحاد الصحفيين السودانيين يمثلان نموجاً لما يجب ان تكون عليه العلاقة بين منظمات المجتمع المدني في وادي النيل.اما سفارتنا في القاهرة بقيادة الفريق عبدالرحمن سر الختم وبمشاركة الاستاذ عبدالملك النعيم الملحق الاعلامي بالسفارة فقد رحبا بالوفد واكدا اهمية هذه الزيارة. وفي نقلة عملية علي ارض الواقع فقد تمت حلقة نقاش بصحيفة «الاهرام» المصرية تحدث فيها الوفد الي جانب الاستاذ اسامة سرايا رئيس تحرير صحيفة الاهرام ولعل اهم انجازات الوفد قد تمثلت في لقائه مع اشهر وزراء الاعلام المصريين السابقين واطولهم عمراً في حمل حقيبة الوزارة الاستاذ صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصري الحالي ورئيس المجلس الاعلى للصحافة. كما التقى الوفد مع عدد مقدر من الفعاليات والقيادات الاعلامية والصحفية بجمهورية مصر العربية الشقيقة.ان فكرة قيام كيان اعلامي سوداني مصري هي بالتاكيد فكرة ممتازة بكل المقاييس وهي آلية مطلوبة اليوم قبل الغد خاصة في هذه المرحلة المفصلية التي يعيشها السودان وهو يستشعر آلام المخاض للتجربة الديمقراطية والتحول الكبيرمن الشمولية الي الديمقراطية والتداول السلمي لها غير اني اخاف على هذا الكيان قبل قيامه ان تلحقه لعنة اللجان والقول الشهير«لو ارت قتل عمل ما شكل له لجنة» كا اخاف عليه ان يلحق بطيب الذكر «التكامل المصري السوداني» ومن ثم ينبغي للكيان الاعلامي المرتقب ان تشوبه الروح الشعبية وليس الرسمية حتى تكتب له الحياة والاستمرارية الي جانب ضرورة بعث الروح في البرتكول المصري السوداني في مجال الاعلام المنبثق عن التكامل والذي تم في ثمانينات القرن الماضي بالعمل الاذاعي.. وجاءت إذاعة وادي النيل وفي العمل الصحفي وجاءت مجلة وادي النيل.. انني في هذه السانحة ادعوا الي الاهتمام بتقوية الوسائط الاعلامية القائمه في القاهرة بما يمكن اذاعة القاهرة وصوت العرب واذاعة وادي النيل من العمل بنظام ال»FM« وإصدار صحيفة او مجلة باسم »وادي النيل« واقترح ان تكون هناك آلية للتدريب الاعلامي والصحفي بين البلدين وقيام قناة تلفزيونية مشتركة واصدار سلسلة كتب باسم كتاب «وادي النيل» وانتاج افلام روئية وتسجيلية وتوثيقية. بقى القول ان مساحة التفاؤل لدى واسعة الي ابعد الحدود في قيام «الكيان الاعلامي السوداني المصري» المرتقب.. لكنني اخاف عليه من كلمة «لكن» التي تبطل مفعول أي ترياق يمكن ان يبعث الروح في هيكل عظمي ويحييه وليس كياناً اعلامياً سودانياً مصرياً.. ولمصر واهل مصر خالص محبتي ومودتي.