عدتُ بالأمس من الشقيقة مصر بينما بقي زملائي أعضاء الوفد الإعلامي هناك، وقد غادر رئيس الوفد الدكتور محي الدين تيتاوي القاهرة قبل ذلك بيوم إلى أديس أبابا للحاقي باجتماعات ترتبط باتحاد الصحفيين السودانيين والاتحادات الأفريقية النظيرة .. وكان برنامج زيارة الوفد الإعلامي إلى القاهرة حاشداً ومحتشداً مع القيادة المصرية على أعلى مستويات قيادات العمل السياسي ممثلة في أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ورئيس مجلس الشورى المصري ورئيس المجلس الأعلى للصحافة الأستاذ صفوت الشريف ، وعلى مستويات العمل التنفيذي ممثلاً في وزير الإعلام المصري الأستاذ أنس الفقي وفي رئيس الهيئة العامة للاستعلامات السيد السفير إسماعيل خيرت، وفي وكيل أول وزارة الإعلام رئيس دائرة الإعلام الخارجي الأستاذة هدى المزاريقي، والقيادات الإعلامية إضافة إلى قيادات العمل الصحفي ممثلة في الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام. والتقى الوفد بقيادات العمل التشريعي داخل مجلس الشعب المصري واجتمع بالدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية وبأعضاء اللجنة الموقرة، والتقى الوفد بالمرجعية الدينية الإسلامية في مصر ممثلة في شيخ الأزهر الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي وبعدد كبير من صنّاع القرار في مصر من ذوي العلاقة القوية بالشأن السوداني من أمثال السفير محمد قاسم مدير إدارة السودان بوزارة الخارجية المصرية والموجود حالياً في الخرطوم. الزيارة كانت مهمة وذات أثر وتأثير نأمل أن يكونا بالغين في مسار وشكل العلاقة بين بلدينا الشقيقين خاصة وأن حارس بوابة مصالح السودان في مصر الشقيقة هو سعادة الفريق أول عبد الرحمن سر الختم سفيرنا في القاهرة الذي يعمل ويسعى بكل ما أوتي من قوة وقدرة وصبر واحتمال على تقوية وتمتين العلاقة بين بلدينا (التوأم)، ويحرص على أن يكون وراء كل وفد مصري يزور السودان وأمام كل وفد سوداني يزور مصر. لا نُريد الخوض في تفاصيل الزيارة التي سنُفرد لها مساحات أكبر خلال الأيام القادمة والتي كانت بدعوة كريمة من الحكومة المصرية ممثلة في الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لوزارة الإعلام والتي وقف على إنجاحها أساتذة أجلاء منهم السيد المستشار محمد علي غريب المستشار الإعلامي المصري الحالي والسيد محمد إمام خلف الله المستشار الإعلامي المصري السابق ونائب المدير الحالي لمعهد التدريب الصحفي والسيد سليمان منّاع الذي عمل بالخرطوم فترة أكسبته حُب الناس والبلاد، ومن خلفهم جميعاً السيد السفير عفيفي عبد الوهاب سفير مصر بالخرطوم. الذي أردت أن يكون مقدمة لما سوف يأتي بإذن الله حول هذه الرحلة هو انشغال أعضاء الوفد بما يجري في السودان وبأمر الانتخابات التي ظللت أكتب عنها طوال فترة وجودي هناك، لكن هذا الاهتمام لم يكن وقفاً علينا نحن السودانيين أو أعضاء الوفد الإعلامي ، فقد كان أشقاؤنا في مصر يهتمون بما يجري في بلادنا اهتماماً كبيراً وحدث أن شاركنا في حلقات نقاش ساخنة وجرئية عن الأوضاع في مصر والسودان وموقف كل منهما تجاه الآخر، وأخذنا نقرأ النتائج المتوقعة في مستقبل بلادنا بعد أقل من عام عندما يقرر أشقاؤنا في جنوب البلاد إن كانت بلادنا ستظل موحدة أو تنقسم إلى بلدين بعد تقرير المصير.. لقد كنّا خارج الوطن، لكننا كنّا داخل صندوق الاقتراع أو بالأحرى كنّا نحمله معنا ويحمله غيرنا ليكون هو مركز الاهتمام والمتابعة والنقاش ليس من جانبنا فقط بل من جانب زملائنا في مصر، وربما أصبح مركز اهتمام كل حادب على مصلحة السودان في كل الدول الشقيقة، ومركز اهتمام الذين يعملون على تجزئة الوطن.