* عمنا الشيخ مصطفى الأمين الهرم الاقتصادي الشامخ الذي بنى إمبراطوريه اقتصادية وقف بين أيديها عتاة الاقتصاديين ناكسي الرؤوس.. وهو الرجل الذي لم يفك الخط.. ذلك الجعلي المحمدابي العتيد كانت له مقولات ونظريات وحكايات ومنها ما اخترناه لعنوان هذه الزاوية.. فقد قال رحمة الله عليه (لولده) الذي أكمل دراسته الجامعية وأراد أن يشق طريقه بعيداً عن سيطرة وجلباب أبيه.. قال له (داك السوق.. بيع واشتري.. أربح وأخسر لكن واي واي ما فينا) وفي ذلك اختصار غير مُخل بضرورة تقبُّل النتائج مهما كانت.. وللسوق أحكام.. كما للانتخابات أحكام. * ونحن مقبلون على الانتخابات ومن بعدها الاستفتاء.. وبعض السياسيين ينفخون في أشرعة التأجيل وإصدار الأحكام المسبقة (بأن نتائج الانتخابات مزوَّره) وإعلان المقاطعة، مقاطعة الانتخابات لأسباب واهية. والمؤتمر الوطني يستعد ويعد نفسه وجماهيره للانتخابات بوسائل عديدة ومشروعة.. وهي غير محرمة على غيره من الأحزاب وليست وقفاً على المؤتمر وحده.. والحال كذلك فجدير بالأحزاب أن تنحو ذات النحو بأن تعد نفسها للمنازلة الانتخابية لتحدد حجمها وتُحجَّم المؤتمر الوطني (إن استطاعت) حتى لو كان الأمر بمثل الدعاية الانتخابية التي يخوَّف بها الإمام الصادق الناخبين بقوله (إن استمرار المؤتمر الوطني في الحكم يعني المزيد من الحرب وعدم حل مشكلة دارفور (وأطلق تعبيراته من قبيل أقبلوا خدمات المؤتمر الوطني لكم لأنها بضاعتكم رُدت إليكم) وقد قالها من قبل بطريقة مختلفة (أكلوا توركم وأدَّوا زولكم) وهي بمعنى الطعام مع معاوية (أدسم) والصلاة خلف علي (أقوم) لكنه لم يكمل معاني بقية المقولة التي أراد صاحبها التزام الحياد بعد الأكل والصلاة فقال والجلوس على التل عند احتدام القتال (أسلم) ثمَّ وصف الإمام مشروع الجزيرة بأنه (دَبَرة البلاد) والدّبرة لمن لا يعرفها جروح وتقرَّحات ودمامل تصيب الدابة في ظهرها جراء وضع السرج عليها . وكل هذه الأقوال هي من قبيل واي واي التي حذّر منها الشيخ ابنه.. * ويقول الكثيرون من أهل الأحزاب والسياسة بمثل قول الإمام (لا تنتخبوا المؤتمر الوطني) وهذا من حقهم لكن أن ينكروا عليه ما أنجز أو يلصقوا به ماليس فيه فذلك أمر (يحُط من قدر قائليه في نظر الناخبين وفيه كذلك استخفاف بعقولهم.. فقد جرَّبوا حكم (الإمام ) منذ ستينات القرن الماضي المرة تلو الأخرى ولم يقدم أي شيء البتة لا في التنمية ولا في الإعمار ولا في الخدمات ولا في العلاقات الخارجية.. ولا في إيقاف الحرب الأهلية.. ولعل من أهم إنجازات حقبة الأحزاب الأخيرة التي كان يقودها (الإمام) تسليح المليشيات القبلية وإدخال السلاح بكميات مهولة إلى دارفور وكل الناس يذكرون (الفيلق الإسلامي) الذي استقرت عرباته وجراراته المثقلة بأنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بذخائرها والتي قد زادت عن الأربعمائة عربة ومعدة وآلية.. وكانت الأساس الذي تقوَّت به الجماعات المسلحة للنهب أو السلب أو الانتقام القبلي فكانت بذرة صراع دارفور التي أوضحها حاكمها الأسبق التجاني سيسي في خطابه الشهير أمام البرلمان(ثم رمى الإمام من بعد ذلك الإنقاذ(بدائه) وإنسلَّ.. وأصبح يعيَّر الإنقاذ بأزمة دارفور.. وهي بضاعته التي راجت في عهده. * اما الاستفتاء أو حق تقرير المصير للجنوب والذي أقرته دول الإيقاد في إعلان المبادئ وتبنَّاه مؤتمر أسمرا للقرارات المصيرية للتجمع الوطني الديمقراطي المعارض للإنقاذ ثمَّ جاء دور الإنقاذ بعد ذلك عندما كان يقود وفدها د.علي الحاج الذي يناصب الإنقاذ اليوم العداء. ويتهمونها بالتفريط في وحدة السودان.. وعدم العمل على جعل (الوحدة جاذبة!!) وكلهم يدقون طبول الانفصال.. ومرة أخرى تظهر أهمية مقولة الشيخ لابنه:(قلتوا استفتاء في حق تقرير المصير تاني واي واي لزومها شنو ؟) * بعدما أخذ التعب بطلاب الكلية الحربية كل مأخذ بعد برنامج البيادة بالسلاح وهو تدريب شديد المشقَّة وتهيأوا للانصراف رفع (التعلمجي) نداءه (كما كنت) فاستاء أحد الطلبة وقال بالإنجليزية:- (VERY PAD) فناداه (التعلمجي) وأخرجه أمام زملائه من الطابور وسأله بتعرف تتكلم إنجليزي ؟ فرد الطالب نعم فقام التعلمجي بكتابة الحرف (Y)بعصاه على الأرض وقال له اقرأ هذا الحرف فرد الطالب ببساطة (واي) فقال التعلمجي في راجل بيقول (واي) ؟ أنا عشان الحرف ده أبيت اقرأ الانجليزي). وهذا هو المفروض