وفق ما أعلنته وزيرة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم، الأستاذة أميرة الفاضل، فإن حكومة الولاية أكملت الترتيبات الخاصة بتسليم خمسمائة سيارة أجرة جديدة، لقدامى السائقين، من أصحاب السيارات القديمة، في إطار برنامج تحديث تاكسي الخرطوم، وذلك دعماً وخدمة لهذه الشريحة من المواطنين، الذين أبعدتهم ظروف كثيرة عن تقديم خدمات ذات عائد مجزٍ من هذه المهنة. الخطوة جريئة وعظيمة، وتستحق الإشادة بها؛ لأننا نعلم أن سيارات التاكسي القديمة من (هليمان 60) وحتى (الكورلا 80) ما عادت تنافس في شوارع الخرطوم، فالمواطن داخل الحي يفضل استخدام (الركشة) في مشاويره القصيرة، التي لا تحتاج إلى عبور كباري، وإن كان المشوار أطول فإنه يستخدم السيارات الصغيرة التي اشتهرت عندنا باسم (الأمجاد)، وقد جاء هذا الاسم الذي التصق بها من خلال تسمية مشروع تمليك سيارات نقل للمتقاعدين من القوات المسلحة، وقد أطلق المشروع وتبنته، حسبما أعلم، الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة، التي قدمت الكثير من المشروعات ذات الأثر والفائدة والجدوى. أما الزائر والسائح لبلادنا، فإنه يستخدم التاكسي السياحي الحديث، أو التاكسي الأبيض، أو تاكسي العداد، وهي تسميات عديدة لنوع واحد من المركبات، ويتوفر هذا النوع أمام الفنادق، أو داخل شركات النقل (الليموزين).. أو يقوم باستئجار سيارة من أية شركة ليموزين بسائق أو بدون.. أما إذا كان الزائر من النوع الذي يحرص على الإنفاق - لأي سبب - فإنه يستخدم (الأمجاد) وسيلة للنقل والانتقال والترحيل، مثلما حدث خلال مباراة مصر والجزائر بالسودان، إذ انتعشت سوق (الأمجاد) و(الركشات) معاً.. بينما كان سائقو التاكسي التقليدي ينظرون بأسى وحزن لمظاهر هذا (المولد) الذي فاتهم الخروج منه ولو (بحمصة) ربح واحدة. سيارة التاكسي النظيفة والسريعة والحديثة من مطلوبات العواصم العالمية والمتقدمة، فالسيارات القديمة مكلفة، في جوانب استهلاك الزيوت والوقود وقطع الغيار، ثم إن بيعها غير مجدٍ اقتصادياً، ولن يعود على صاحبها بشيء يذكر، باختصار، هي (ورطة)، يبحث الواقع فيها عن الفكاك منها، وهاهي الولاية تفتح الفرصة أمام أصحاب التاكسيات الذين صمدوا زماناً طويلاً أمام عاديات الدهر والشوارع، ممثلة في (الركشة) و(الأمجاد) و(تاكسي الغرام) عند أطراف المدن، الذي تجره الحمير.