جاءتني، أمس، مجموعة من زملائي الصحفيين الاقتصاديين، يشكون، وما أكثر «شكوى أهلي» في هذه القبيلة، (الحقيقية) و(الصامدة)، و(الصابرة، والمحتسبة)!. والشكوى لا تخرج من إطار المعاملة «الخشنة»، التي يجدها الصحفيون من الذين يظلون على الدوام لا يقدرون دور الصحفي، والذي هو في نظر هؤلاء غير مرغوب فيه، أو على الأقل (تمامة جرتق)، عليه فقط في اليوم الثاني إبراز (صورة وحديث) سيادتو المنمق والمموسق والخالي من اي مضمون. الزملاء الكرام ذهبوا لتغطية فعاليات ورشة، يفترض أن تتحدث عن مسؤولية المؤسسات الحكومية في وقف الاعتداء على المال العام.. والورشة المذكورة تقام بين أحد المراكز ووزارة المالية.. ذهب الزملاء إلى الورشة، وتم توزيع أوراق العمل وأخذ هؤلاء المساكين الأوراق مثلما يحدث دائماً في مثل هذه الورش.. üولكن بعد مرور قليل من الوقت، جاءهم أحدهم، وسألهم عما أتى بهم هنا؟ ومن الذي وزع لهم أوراق العمل؟.. قام هذا الدكتور بأخذ الأوراق من أيدي الصحفيين بذات الطريقة التي تجمع بها «كراسات الإملاء» من تلاميذ مرحلة الأساس.. الزميلة الصحفية ناهد أوشي، قالت لي: إن هذا الرجل قال لهم بحدة: أنا (داير) أعرف الطريقة الجابتكم شنو هنا؟! نحن خصصنا الأوراق دي للمشاركين. قلت للأخوات (شادية وناهد): يا جماعة خلوا الناس(براحتهم). دايرين اتكلموا بشفافية عن هذه الظاهرة (المزعجة)، والجماعة خائفين منكم تكشفوا المستور!! فالقصة كلها اعتداءات و (تجاوزات).. ضحكنا جميعاً وشرالبلية ما يضحك. أنا تحدثت قبل يومين في هذه المساحة عن قضية الفساد، وقلنا: نحن مع قيام مفوضية تعني بمحاربة الفساد واقتلاعه من جذوره، وطالبنا بأهمية الاعتراف الحكومي بهذه القضية، ثم التعامل معها بشفافية ووضوح.. والشفافية لا تبدأ بطرد الصحفيين من مثل هذه الملتقيات و (الورش)، فإلى متى تصمد سياسة (الدسديس) في عصر الفضاءات المفتوحة.. نعم من حق الزملاء أن يغضبوا لمثل هذه التصرفات الصغيرة التي ربما لا تسيء أو تقلل من قدر الصحفيين والصحافة، ولكنها تهزم الجهود الكبيرة والمخلصة التي تستهدف هزيمة الفساد، واقتلاعه من جذوره مثلما نريد ونحلم.