يا خسارة.. والابتسامة تستشهد منحورة في فمي.. والفرحة.. تقبر مؤودة في تجاويف صدري.. ومواسم الأفراح.. التي كنت أرجوها اقتراباً.. ولكني هبتها لما أهابت.. وآمالي.. وأحلامي.. بروعة ليالِ قادمة.. وكرنفالات أرفراح آتية.. مواسم أعياد.. وحزمة.. ألوان من الدهشة والمتعة.. كم حفني الطرب.. واستخف بي السرور.. والانتخابات تطرق.. أبوابنا بعد عشرين سنة وتزيد.. من الغياب القسري.. والجفاء الحزين.. كنت أعشم الروح والنفس والشعب والوطن.. بأن صفحات.. من المتعة.. باقات من الروعة.. على مرمى أيام من ذاك اليوم الجميل.. كنت أحلم.. بأن تعود لنا.. تلك الأيام التي كان الوطن يرفل فيها في حلة زمان وأوان الانتخابات.. روعة الخطاب.. ووقار الليالي السياسية أناقة المفردة.. جزالة العبارة.. سحر الكلمة.. ودهشة البيان.. كنت أمني النفس بالحياة تعود مرة أخرى.. الى الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم.. نعم الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم.. رغم أنه كان.. منصة انطلاقة الاسلاميين.. وخط عدوهم وركضهم نحو الجماهير.. كانوا.. في ذاك الزمان.. ورغم خلافنا الصارم الحديدي لهم.. ينتقون العبارات.. يقارعون الحجة.. يطرحون البرنامج.. في رصانة وتهذيب ووقار.. كنت أحلم بأن تعود.. ميادين.. المدرسة الأهلية.. والساحات.. في الديوم الشرقية.. وهي تحتشد بالشيب والنساء والشباب.. والشيوعيون.. يبسطون.. في حميمية سودانية.. وفي مفردات.. سودانية دارجة صرفة.. يبشرون بالأمل.. والمراهنة على غدٍ أفضل.. كنت.آمل.. أن تحملني كبسولة الزمن.. الى دار الأمة.. والأنصار.. وأرجلهم راكزة.. على تراب.. رواه أسلافهم بالدم.. يسندون ظهورهم على جدران خرسانية صامدة من تاريخ.. ليس فيه مايعيب.. وكسب ليس فيه ما يشين.. كنت.. أتمنى.. أن تعود أيام بحري.. وحزب مولانا حزب المسالمين.. الذين بينهم وبين العنف الجسدي واللفظي.. أميال بالآلاف وفراسخ.. ولكن.. ها هي الحملة الانتخابية.. تفتح أبوابها.. وها هي أعاصير الخوف.. والرعب.. تندفع في جنون الى الساحة.. وها هو أول سطر يحمل الحزن.. ويتجلل بالأسى.. فقد كنا نمني النفس.. بتلك المناظرات.. الشاسعة بين الرأي والرأي الآخر.. بتلك المساجلات الوسيمة بين أقطاب المعارضة ورموز الحكومة.. كنا نأمل.. أن تعود.. مفردات.. المحجوب.. الذي.. أزاحه عن كرسي رئاسة الوزارة الفخيم.. الصادق المهدي.. وفي ذات الجلسة التي شهدت تراجع المحجوب.. بل ترجل المحجوب.. من ذاك الكرسي الوثير.. في ذات الجلسة تقدم الصادق.. ليعتلي ذاك الكرسي.. وفقاً لنهج ديموقراطي ساطع ورزين.. لم تفلت.. حتى كلمة واحدة.. يتأذى منها.. الصادق أو أعضاء الجمعية.. أو حتى كل الشعب السوداني الذي كان يتابع الجلسة.. قال المحجوب.. كلمات ظلت عنواناً للرجل وبرهاناً.. على علو وشاهق الاخلاق.. قال الرجل الرفيع.. لن أقول.. كلاماً كثيراً.. فأنا لا أريد أن أفسد على رئيس الوزراء.. بهجة يومه.. نعم.. وما زالت في.. ذاكرتنا.. كلمات الصادق المهدي.. وهو.. يقول.. في نصاعة وجزالة.. حروف.. وروعة كلمات.. اذا احتربت وسال دماؤها تذكرت القربى.. فسالت دموعها.. كان ذاك هو الماضي.. وها هو الحاضر يبدأ.. ونخشى أن تكون أول القصيدة كفر.. وغداً.. نحكي.. أو نبكي في وجع.