لم أكن أتوقع أبدا أن يذهب قلم الأستاذ طه النعمان ويقطع كل هذه المسافة في الإتجاه الخطأ ويبنى فكره السياسى داخل مقالة تنبأ فيها بقيام علاقة إستراتيجية بين الصادق المهدى وخليل إبراهيم من وحي تلك المكالمة التي تلقاها الصادق المهدى من خليل إبراهيم، فقط مجرد كلمات همس بها خليل في أذن الصادق وتدفع بالأستاذ طه للتنبؤ بعلاقة إستراتيجية، فماذا عن تلك الكلمات التي تفوه بها خليل إبراهيم لأعضاء مكتبه التنفيذى وبثتها القنوات الفضائية وهو يسب السادة ويصف الصادق بالإقطاعي والميرغني بالأجنبي، وما يقوله خليل لأعضاء مكتبه فى إجتماع سري هو الذى يحمل التوجهات الإستراتيجية وليس ما يهمس به خليل فى أذن رجل مثل الصادق المهدى يبحث عن أي «حاجة» تدفع به الى قمة الجبل حيث العراك الإنتخابي الشديد. الحسابات السياسية تتجاوز ما يدور فى مهاتفة الى أرض دارفور وقبائلها وزعاماتها وقياداتها والتحولات الكبيرة التى حدثت فى ولاءات الناس والغياب الطويل عنها وهى تتشكل على نحو مغاير لما تركه خليل قبل أن يغادرها قبل عشر سنوات وبالتالي فإن عودته وطابعه السياسى لن يكون بأفضل من مني اركو مناوى الذى عجز عن إستقطاب أبناء دارفور ناهيك عن ابناء قبيلته، و هذه إحدى التحديات التى تواجه خليل داخل القبيلة، فمهما يكن فإن لمنى حضوراً وسط القبيلة. يخطىء كثيرون حين يشبهون الوضع فى الجنوب بالوضع في دارفور، ففى الجنوب حركة واحدة مسيطرة على زمام الأمور ووقعت لوحدها إتفاق سلام، أما فى دارفور فهناك أكثر من مئة وعشرين حركة غير العشرات اللائي وقعن إتفاقات سلام وموجودات داخل الساحة الدارفورية بالإضافة الى ذلك فإن ما تجده الحركات من تعاطف إثناء الحرب تفتقده حين يدركها السلام. لا ينكر أحد أن خليل سوف يستفيد من كافة الدروس التى سبقته بما فى ذلك تجربة الحركة الشعبية ولكنه مواجه بتحديات كبيرة أولاها التعالي السياسي والعسكرى الذى ظلت تمارسه حركة العدل والمساواة مع الحركات الأخرى والمواجهة العسكرية مع بعضها، بالإضافة للعزلة الدولية التى تعاني منها الحركة بسبب توجهاتها الفكرية وكلنا سمعنا برفض الحكومة الأمريكية لدخول وفد من الحركة الى أراضيها وإلغاء زيارة خليل بعد أن تم الإعلان عنها ومقابلته الرئيس الأمريكي السابق أما الطرف الآخر من المكالمة الصادق المهدى فيكفي ما قاله مادبو بأن حظوظه ضعيفة، وأضيف عليها أنا وأقول أنها ضعيفة للغاية «عارفين ليه؟؟ عشان قريت صحافة عهد الصادق ومحتوى محاضر الجمعية التأسيسية في عهد الصادق».