ونحن مقبلون على معركة سياسية انتخابية شرسة بين فرقاء، يتنافسون على كراسي الحكم ومقاعد البرلمان، لابد لنا أن ننوه إلى الدور المتعاظم الذي ينبغي أن تلعبه أجهزة الأمن مجتمعة لتهيئة المناخ المناسب لإجراء الانتخابات... ولاجرائها في أجواء وضمانات وترتيبات تفضي بها إلى المرسى الطبيعي، الذي ينبغي أن تنتهي إليه نهاياتها المطلوبة، على مستوى الجماهير الراغبة في التغيير أو الراغبة في مواصلة المسيرة مع قيادتها التي خبرتها عبر سنوات.. وفي كل هذه الحالات رجل الأمن الحصيف هو الذي يتوقع أسوأ السيناريوهات.. بل ربما - ولست متشائماً- ربما يتوقع العنف ابتداء... وهذا هو أحساسه المهني في كثير من الظروف الاستثنائية، وعند حدوث التجمعات المشروعة وغير المشروعة.. وتوقع أصحاب الأجندات من الداخل والخارج.. والذين يصطادون في الماء العكر.. والذين ينفذون أجندات غيرهم.. خاصة وأن المناخ العام في كثير من المناطق مؤهل ومواتٍ لكل هذا وذاك.. وإذا أردنا أن نقارن بين انتخابات الماضي التي جرت في 53/1954م (انتخابات الحكم الذاتي وتقرير المصير التي انتهت بالاستقلال- أو انتخابات ما بعد اكتوبر 1964م والتي جرت في عام 1965م أو انتخابات ما بعد الانتفاضة والفترة الانتقالية 1986م، نجد أن الصورة مختلفة جداً عن الواقع الآن، خاصة وأن انتخاباتنا الآن تأتي في واقع مختلف من الصراعات، وفي أعقاب حرب أهلة لاتزال مشتعلة في أطراف غرب السودان... وفي ظل إطار أمني لم يكتمل هنا وهناك.. وفي ظل رغبة أطراف في التأجيل لتدخل في السلم كافة، وفي ظل مناوشات بعض القوى التي لم تضع البندقية بعد... في ظل كل هذه المعطيات وطابورها الخامس تقتضي الحكمة واليقظة والاستعداد أن يعد لمعركة الانتخابات عدتها.. وأن تتضافر الجهود لأن يخرج هذا الأمل إلى الوجود مبرأً من كل عيب.. وليس ذلك على الله بكثير (من يهدِ الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً).