* مناداة أحزاب المعارضة بتأجيل الانتخابات تخفي وراءها الكثير من الخفايا التي لا تريد المعارضة الإفصاح عنها صراحة، لكن المتابع لحملات الدعاية الانتخابية بعين ثاقبة يستدرك على الفور أن قلة الإمكانات وعدم الاستعداد الكافي والخوف من الفشل، كلها أسباب تجعل أحزاب المعارضة المتنافسة تنادي بتأجيل الانتخابات حتى نوفمبر القادم.. وبينما نجد أن سر العملية الانتخابية يسير بوتيرة سريعة وأن بعض الأحزاب تصر إصراراً كاملاً على خوض الانتخابات مهما كانت النتائج المتوقعة. *الأحزاب السياسية المتنافسة على جميع المستويات الانتخابية تؤمن إيماناً قاطعاً بقيام الانتخابات، التي ستتحدد معالم الخريطة السياسية للسودان وطريقاً جديداً سيُفتح ليسير فيه السودان نحو آفاق أرحب. لكن خوف المعارضة من خوض الانتخابات تأتي لثقتها المهزوزة في قواعدها الجماهيرية، مما يجعلها تتفنن في خلق أسباب لا ترتقي لإقناع الشارع السياسي خاصة والجميع يعرف أن الانتخابات إحدى ركائز اتفاق نيفاشا ولابد من قيامها في موعدها المحدد. * الحملات الانتخابية متواصلة وفي كل الولايات وعلى جميع المستويات، والمناداة بتأجيلها أو إلغائها في هذا الوقت بالذات والانتخابات لم يبق من قيامها إلا أيام معدودة، تعد إهداراً للجهد والمال وفقدان الثقة واهتزاز صورة الأحزاب السياسية لدى المجتمع الدولي والإقليمي، بعد أن أبدت العديد من المنظمات رغبتها في المراقبة وحضور ذلك الحدث التاريخي للسودان، وبالفعل فإن عدداً من المنظمات أرسلت وفودها لمتابعة سير الانتخابات، وكما نسمع يومياً مباركة المنظمات الدولية بتأييد قيام الانتخابات في موعدها المحدد واستبعاد فكرة التأجيل. * الأحزاب المعارضة المتنافسة مترددة ولم تصل إلى فكرة موحدة خاصة وأنهم حتى الآن لم يصلوا إلى اتفاق حول من هو المرشح الرئاسي الذي يقدمونه لمنافسة الرئيس البشير للكرسي الرئاسي.. ولعلنا لو تابعنا اجتماعات المتنافسين للكرسي الرئاسي نجد أن عدم توافق رؤاهم أدى إلى شن الهجوم من بعضهم على بعض، فما زال المرشح الرئاسي تائه ولم تجده المعارضة للوقوف خلفه في انتخابات رئاسة الجمهورية. * أحزاب المعارضة في خلاف دائم ولم تجد حتى الآن من يحملها على كلمة سواء.. فبينما ينادي البعض بضرورة خوض الانتخابات بمرشحهم المقدم نجد في الطرف الآخر أن آخرين ما زالوا مترددين بين التأجيل وتوحيد وجهات النظر نحو مرشح واحد، حتى فكرة التسمية لأي مرشح رئاسي غير موجودة ومازال الرئيس المنافس تائهاً وجاري البحث عنه. *عموماً نقول إن الحملات الانتخابية قطعت شوطاً طويلاً ولا يمكن إيقافها أو إحباط روح الاستعداد لدى الناخبين، بعد أن استعد كل مواطني الدوائر الانتخابية للإقبال على صناديق الاقتراع التي ما أن يمر يوماً وإلا قصرت المسافة بينها وبين الناخبين. * الانتخابات في المقام الأول هي قراءة صحيحة للواقع السياسي وهموم الجماهير.. وأن أي مرشح على أي مستوى انتخابي لا يغوص في وجدان الجماهير ويتعرف على طموحاتهم وأحلامهم ومتطلباتهم يصعب عليه نيل ثقة القواعد الجماهيرية.. فالوعي والإدراك والانفتاح والثقافة والتعليم والوسائل التكنولوجية الحديثة فتحت أذهان المواطنين، وما عاد المواطن السوداني رهن إشارة أي حزب أو مرشح.. فقوة إدراكه ستجعله يدلي بصوته للمرشح الذي يثق فيه ويرى أن يحقق تطلعاته وآماله.. لكن هذا المفهوم العصري الحديث ربما يغيب عن أذهان البعض.. لذا نقول: لماذا التردد والمناداة بالتأجيل أو الإلغاء.. والبحث عن رئيس تائه في بلد المليون ميل مربع..