يمر السودان هذه الأيام بمنعطف الانتخابات، فالناظر للأحزاب يجد اضطراباً واضحاً وخوفاً من الدخول في العملية الانتخابية.. ولكن ما هي الدوافع وراء هذا الانسحاب.. وهل الانسحاب والعودة أمر طبيعي يستوجب المحاسبة.. كل هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على المختصين وعلى الشارع العام، فكانت هذه هي الحصيلة: كانت البداية بالناخب، وهو أهم ركائز العملية الانتخابية التي تقوم أصلاً لمصلحته وتحسين أوضاعه سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، لذا كان من الأجدى أن نتحدث اليه، ففي البداية عبر عدد من المواطنين الذين تحدثت اليهم «آخر لحظة» عن استيائهم من تصرفات بعض المرشحين ووصفوها بعدم المسؤولية والجدية، فقال الأستاذ عبد المنعم إنه بعيد كل البعد عن الانتخابات، وأرجع ذلك لعدم اقتناعه بما اسماه ما يجري في السودان والدعاية الانتخابية، وأضاف أن كل المرشحين تهمهم أنفسهم في الأول والآخر. وأضاف أن كل البرامج الانتخابية التي يقدمها المرشحون هي طريق معبد لكرسي السلطة. ونواصل استطلاعنا حيث يقول الدكتور إبراهيم عثمان الأستاذ الجامعي بجامعة الخرطوم كلية التربية، إن مسألة الانسحاب هي مسألة عادية من ورئها أسباب كثيرة، والدليل على ذلك حدوث مثل هذه التصرفات في الدول الديمقراطية الكبيرة، فقد ينسحب المرشح في الجولة الأولى. أما مروة محمد طالبة بجامعة السودان، أوضحت أن هذه الطريقة لها تأثيرها الواضح على المواطنين، فالذي يقدم على هذه الخطوة يفقد ثقة المواطن الذي هو جزء أصيل من العملية الانتخابية. وأكد عدد من ربات المنازل فضلن حجب اسمائهن، أن مثل هذا الحدث لم يمر على السودان بأن يتقدم مرشح وينسحب، وقلن اذا كان للمرشح رأي في الانتخابات لماذا لم يقدم هذا الرأي قبل فترة زمنية طويلة، وهذا إن دل إنما يدل على عدم جدية ومسؤولية المرشحين. هل انسحاب المرشح يكون نتاجاً لعوامل نفسية محددة؟.. وما هي نظرة الناخب للمرشح الذي يقدم على هذا التصرف؟.. هذه التساؤلات ردت عليها الدكتورة نجلاء عبد المحمود الباحث النفسي، والتي أكدت أن مثل هذه التصرفات من قبل المرشح تجعل الناخب يفقد الثقة فيه وفي البرنامج الانتخابي، ويتضح ذلك من خلال عدم ترشيح الناخب «المرشح المنسحب»، وأكدت أن عدم التخطيط داخل الأحزاب السياسية تنتج عنه هذه التصرفات غير السليمة والسوية وبهذا «يقع الفأس في الرأس»، مما يقود الناخبين للبحث عن مرشح آخر يفهم أوضاعهم النفسية ويفهم أوضاعه، وينعكس هذا التصرف على نفسية الناخب مما يجعله يفقد الرغبة في ترشيح «المرشح المنسحب».