الخرطوم تطورت تطوراً ملحوظاً جداً خلال العقدين الأخيرين بصورة غير مسبوقة، من حيث المعمار وطراز المباني، وإتساع مساحات وأرباع المدينة.. وظهور سلسلة لا تحصى من المطاعم والفنادق، والأماكن العامة والساحات، وتمدد العواصم الثلاث من الجيلي شمالاً إلى جبل الأولياء جنوباً، ومن غرب المرخيات غرباً إلى أم ضريوه وعد بابكر والوادي الأخضر شرقاً.. وتعددت المحليات والمعتمديات والمجالس الشعبية.. لتشمل أرجاء(أم ضبان) والدبيبة والعليفون وكركوج(الجريفات)، وود السيد وأبو قرون.. واتسعت أوجه الحياة لتسير في يسر وهوادة.. واتسعت مع هذا الاتساع مسؤوليات أجهزة الأمن، والخدمات، والصحة، والمواصلات، والتعليم، والطرق، والمنتزهات، وتبعت ذلك محاولات المحليات لاضفاء الصبغة الجمالية والحضارية على هذا الموقع أو ذاك.. وتوسعت وتعددت مؤسسات التعليم العالي والجامعات والمعاهد والكليات العامة والخاصة.. بحيث برزت إلى الوجود مدينة ضخمة جديدة، تختلف كل الاختلاف عن الخرطوم القديمة، خرطوم الخمسينيات والستينيات، التي كان يديرها فتح الرحمن البشير، وإبراهيم الفحل، وخالد أحمد عباس (نضر الله أيامهم)... إلى أن أصبح يديرها في عهدنا الحالي أخواننا العلماء الأخيار، أبو العباس الدكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافي العاليابي، ورفيق دربه ابن الشمال والوسط معاً الأستاذ عبد الرحمن الخضر.. ورغم أن الشيلة ثقيلة والمسؤولية جسيمة إلا أن الرجل ( قدها وقدود).. بقيت ملاحظة أخيرة أتمناها على أخي الوالي.. وهي كثرة الأخطاء في أسماء لافتات الشوارع، التي أعدتها لجنة في عهد الأخ المتعافي.. بحيث شملت غالبية الشوارع والأسماء، وكذلك مبادرتها الغريبة بتسمية شوارع العمارات ال (61)، رغم رسوخها في السجلات والتعامل معها واقعياً ورسمياً وبريدياً منذ 60 عاماً.. فلازال شارع (15) هو شارع (15) ولايزال شارع (41) هو شارع (41) رغم أنف اللجنة.