الأستاذ الفاضل مؤمن الغالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد تابعت كتاباتكم مدة طويلة مع القراءة بين السطور والتمحيص الشديد لكل ما تكتبون وإن كنت أختلف مع الفكرة مرات، وأتآلف معها أُخَر، فإن الأسلوب الذي تكتبون به هو أسلوب شاعر متمكن أو ناثر يملك أدوات الكتابة، فبالله عليك إما أن توجهنا إلى كتاباتك نطالع فيها ما نستفيده أو يرفِّه عنا وينقلنا إلى خيال أجمل وأنفع من واقعنا، أو تبدأ من الآن في عمل ما يبقى وينتفع به الناس من نثر وشعر وتترك هذه السياسة التي لا نفع فيها لبني البشر، أقول لا نفع فيها لبني البشر، لأنه لو حكم أدنانا لكان صالحاً للحكم، لكن هل كل من هب ودب يصلح لما أنت مستطيعه؟. أخوكم في الله / حسن ميرغني علي ü من المحرر.. صديقي.. حسن ميرغني.. لك الود.. والشكر.. والحب.. والتحايا.. ولا أجد ما استهل به حديثاً إليك.. غير.. خجل البحتري.. الذي تلقى هدية عينية.. أو مادية.. بائسة وفقيرة.. من الخليفة المتوكل.. فاضت دموع البحتري.. واستبد به الفرح.. وغشيته نوبات الجنون سعادةً ومرحاً.. فكتب.. بروعة الحروف بعد أن غمسها في محبرة الشكر والعرفان والامتنان.. كتب ذاك البث البديع من الشعر.. بل أنشده في حضرة المتوكل.. أخجلتني بندى يديك.. فسودت ما بيننا تلك اليد البيضاء.. (طيب).. ماذا أكتب أنا... وأنت تمطرني.. بثناء .. لا أستحق.. من كل حروفه.. نقطة أو شولة.. دعني إذن أقول.. لك شكري وعرفاني.. ثم.. أنا مكره.. تالله لا بطل.. وأنا أخوض.. في نهر السياسة.. المفزع المخيف.. إنه.. يعج بالحيتان والتماسيح.. أشد خطراً.. وأكثر خطورة من (الأمازون)... ولكن.. ما باليد حيلة.. فقد عزَّ علي.. أن أقف متفرجاً على وطني.. وشعبي.. وأهلي.. وهم يواجهون دنيا.. يكدرها ذل القيود وتغشى أهلها الريب.. وهل تصدق.. يا صديقي.. إني أنا الآن في حقول السياسة المشتعلة بالحجيم.. (مندوب) وليس أصيلاً.. فأنا كنت.. وقبل.. أن تهب هوج الرياح على الوطن.. وقبل.. أن تتظلل سماء بلادي.. بالسحب الداكنة المخيفة.. كنت.. لا أعرف من عجن الحروف.. بماء ورد في إناء كرستال.. إلا وتشكيلها.. بهجة أغاني.. وموسيقى أوتار.. وشلال شعر.. وعقد لؤلؤ من نثر.. كنت لا أجد نفسي إلا.. في دوحة الغناء الرصين.. والمنتديات الأدبية الفارهة.. وجلسات الاستماع.. المترفة.. كنت.. أجالس.. ومستمتعاً... بإبداع (عركي) و (جنون عبقرية) (الدوش).. وإرهاف السمع.. لصديقي (القدال) كنت.. أزور بلا ميعاد.. ولا حتى طرقاً لباب الفنان.. الذي سبق عمره.. وعصره.. الجابري.. كل ذلك.. قبل.. أن (أضل) الطريق.. وتنزلق قدمي.. إلى بركة السياسة.. اللزجة.. ما أروع تلك الأيام.. ونحن نتحلق.. حول (علي المك).. و (شلة) تضئ الوطن.. كأنها درية.. نضحك حتى نشرق.. وأبو داؤود.. يتدفق نكاتاً.. طرائفاً.. ثم نصمت كما الحجارة.. أو كما القبور.... وهو يغني.. وبيده فقط (كبريته) علي المك.. يتوه في ملكوت الله.. وحسن يحيى الكوارتي يضع رأسه بل يسقط رأسه بين كفيه... و(مختار عباس) يمزق جلبابه طرباً وجنوناً.. وافتناناً.. وأنا أجود فقط بالدموع.. عندما.. يقول أبوداؤود.. أنسيت أنك في شعوري وفي دمي.. صديقي.. متى.. يعم السلام السودان.. متى يضحك ويفرح ويعيش الحياة كريمة شعبي.. متى... متى.. أعدك.. عندها.. سأعود لكم.. في دوحة الشعر والأدب.. والغناء البهيج.. لك ودي مؤمن