اخى الاستاذ النعمان ، تحياتى .. هذا هو المقال ، ليتنى اطمن على الاستلام بعد كل هذا الوقت الذى مضى على نشره . عبد السلام ( هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته ) فوجئت بجديد كما فوجىء كاتب المقال (هنيئا للتلفزيون ومشاهديه بهدية المهدى «اخر لحظة» 11 /3 / 2010 للاستاذ طه النعمان) . قراته كمهتم بحكم عملى بالانتاج الاعلامى والصورة المخدومة ( Image Making) وكمواطن مشغول بمآلات الانتخابات ومنحاز لكل( لعبة حلوة) من اى ركن انطلقت فاكثر ما يعجبنى فى اى مباراة هو اخضرار الاستاد ونزاهة الحكم وفرحة الجمهور . كاتب المقال فوجىء بعرض تلفزيونى مبتكر عن الدعاية الانتخابية أثار إعجابه لدرجة حملته ليرسل التهانى للتلفزيون والمشاهدين وكانه لم يصدق ما حدث . قال بالحرف(فوجئت ، وقطعا فوجىء كثير من المشاهدين غيرى من اولئك المتابعين لفعاليات الحملة الانتخابية الليلة قبل الماضية «الثلاثاء» بلغة جديدة ونقلة غير مسبوقة فى الدعاية السياسية لمرشحى الرئاسة. لفتة حملها فيلم وثائقى اعده الطاقم الاعلامى المعاون للامام الصادق المهدى زعيم حزب الامة، كسرت نمط المقابلات الرتيبة المعتادة). استوقفنى فى المقال عدة علامات(مضيئة)فعنوانه مفرح(هنيئا وهدية) وذلك وسط خضم من العناوين المثيرة للقلق ذلك الصباح . هذا اولا ، ثانيا: حين تكشف الصحافة عن انجاز سياسي يدعو للفرح يفرح فعلا ، وثالثا: هناك(طاقم) اعلامى متخصص خلف حملة سياسية فيا للبهاء، ورابعا: ان يكون بين متابعى التلفزيون ومشاهديه من يتحدث بلغة أهل الاختصاص والانتاج الرقمى وخامسا : كاتب متمرس وناقد حازم ينبرى و(يقول لمن احسن احسنت). من هذه الحسنات ما صب لصالح المرشح ولصالح مؤسسة التلفزيون فى نفس الوقت . فالفيلم الوثائقى الانتخابى الذى تم انتاجه بديلا لاسلوب المحاضرة(ابرز بشكل لافت المواقف الايجابية والمنهج القومى المتعالى على الحزبية قى الحكومات الائتلافية التى قادها وما تحقق من انجازات فى تلك الفترات). وهذا يعنى ان الاعلام الذكى يظهر الحسنات ايضا والانجازات ويستخدم الصورة ليكون بذلك اكثر اقناعا من الحديث المجرد حتى لو جرى على لسان مشهور بالبلاغة. الفيلم يترك الحديث للواقع والوقائع كما اشار المقال(التحدث من امام خلفية مصورة لقبة الامام الاكبر محمد احمد المهدى وبيت الخليفة عبد الله). استخدام تكنولوجيا المعلومات فى الانتاج التلفزيونى جعل الناس امام كلام من نوع اخر تدعمه الصورة ويفضى للحديث عن ( الفضائل ) بدلا من غيرها مما يملأ افواه الساسة على ايام السباق على الكراسى. طريق الفضائل اقرب والمقال يقول ان المرشح(تحدث بصراحة عن فضائل الديمقراطية) وساعدته الكاميرا. هل يمكن إتخاذ وسائل تعبير جديدة مواكبة للعصر وتنسى الناس العبارات القديمة الجارحة ، لا الناقدة؟. ان النقد الموضوعى ليس بأقل إمتاعا وتأثيرا من العمل الإبداعى نفسه ، فقد استمتعت بمقالة هذا الكاتب الناقد المتفرغ للكتابة يوميا فيما يشكو منه الناس ويدمر معنوياتهم . وراقنى اكثر ماقال عن الانتاج الاعلامى والرسائل المخدومة معلقا على ما بثه التلفزيون(كانت فقرة للدعاية السياسية الذكية ، نجحت فى شد المشاهد الى الشاشة البلورية طوال العشرين دقيقة عبر التكييف الدرامى والربط المحكم بين الماضى والحاضر ). ويمضى : (التلفزيون القومى يستحق تهنئة ، صدره اتسع ما شاء الله لخطاب اقوى واشد تاثيرا تدعمه مؤثرات الصوت والصورة ، فهنيئا له). أضاف متمنيا وأنا معه(نرجو ان تكون تلك مقدمة لمزيد من الانفتاح والابداع)وهذه العبارة أراها استخلاصا لتحليل متبحر بين لوغارتمات السياسة وفنون الاعلام و(مفعول الصورة) ولأثر ذلك على وجدان الناس وقرارهم. انه يذكرنا بأهمية(الكاميرا) التى هى الأن فى مصاف ماهو اصدق إنباء من الكتب ، فهى تدخل فى حسم المعارك وصناعة الرأى العام وتحسين الكاريزما وإثراء الوجدان واتخاذ القرار بل وتشكيل القناعاتSeeing is bleaving ) ) ثم هو يكشف عن فئة جديدة منتجة اسمها (الطاقم) بديلا( للمقربين ) . وهذا الطاقم الذى اسعف الحال ببديل رائع ليت كان وراءه مركز اقليمى متكامل للانتاج الاعلامى والثقافى والبحوث الاستراتيجية يحمل اسم الامام ويكفيه ويضاهى الجارتين العملاقتين سليل (الطابية المقابلة النيل). فكلمة(الطاقم) تعبير عن التخصص والكفاءة والانسجام والامكانات وليت كل مرشح وكل مسؤول أصطحب طاقما اعلاميا متمرسا ومجددا ، فطاقم استراتيجى وثالث سايكلوجى ورابع استثمارى لندرك ونضيف جديدا فالدنيا تتغير والسياسة أصبحت هى الاعلام. «النعمان» جاء بجديد وقناة«الشروق» حاورت مسؤول الحريات بمجلس الصحافة فاشار لهذه المعالجة الاعلامية كدليل على جودتها وسعة صدر التلفزيون امام المعارضين . آن الاوان اذن لنهنىء من وزع التهانى على التلفزيون ومشاهديه واهدى المتسابقين إضاءات مهمة فى زمن لاهث وجرفنا الى فضاءات متفائلة . هذا ما لم يخرج عليه من يقول( Too late) . على كل حال له منى التحية لتوارد خواطره مع اهتماماتى بتدريس مادة الانتاج الاعلامى بالمقاييس التى اوردها ، ومع اشواقى لمظاهر تفرح الناس كالتى اتي بها ولعل مثلها كثير ولكن الغبار كثيف يحتاج لمثل «إضاءاته» والمزيد من الهدايا. واكبر الهدايا هو(اسعاد الجمهور) بل(تمكينه) بالمشاركة الكاملة كما يقول اهل الجودة ، وهذه هى لغة هذا العصر وايدلوجيته . ليتنا جميعا نتضامن لنجدد ونضيف فنواكب العصرفيما يصلح الحال وبسر العباد. د . عبد السلام محمد خير