{مبروك لشعب السودان الذي أخرج انتخاباته بكل ثقة وسلامة وخيَّب ظنون الكثيرين الذين اعتقدوا أن المعركة الانتخابية سيُهدر لأجلها نصف أرواح أبناء السودان.. مبروك لشعب السودان لانحيازه لصوت العقل والضمير الوطني باختيار خير من يمثله لمرحلة قادمة، بقيادة حادي الركب الرئيس المشير عمر البشير.. فقد أثبتت النتائج الأخيرة للانتخابات أنه خير من يمثل شعب السودان. {لم يكن فوز البشير برئاسة الجمهورية سهلاً فقد جاء عقب معركة شرسة بين أحزاب لها باع طويل وتجارب ثرة في مجال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. لم يكن الفوز سهلاً حسب قراءات الواقع السياسي المحتقن.. فكانت التراشقات والمناوشات وحَملة طاغية من الشائعات والأكاذيب تصب جميعها في أن العملية فاشلة ولن يستطيع السودان تجاوز المحنة الانتخابية كما صورها البعض.. وحتى العالم الخارجي تحفّظ وشكّك في فوز البشير كرئيس لم يجيء عبر أصوات حزبه المؤتمر الوطني وحده، بل فاز البشير رئيساً بالإجماع الوطني، لأن الرجل تخطى دائرة حزبه الضيقة لأنه أصبح رقماً قومياً بلا منافس ولذا جاء فوزه ونال ثقة غالبية الجماهير. { انتهت ملحمة الانتخابات كمرحلة أساسية ووجب المرور منها للوصول للاستفتاء «المرحلة الأخيرة من اتفاق نيفاشا» لتقرير مصير الجنوب وتكوين دولته التي يتبناها البعض من الساسة الجنوبيين، وهناك من يرى العيش سوياً مع الشمال لتحقيق مكاسب أكبر باعتبار أن المرحلة القادمة مرحلة بناء وإقامة صروح للتنمية وتطوير وتنمية ليس في الشمال ولكن بالجنوب أيضاً.. تشييد دعائم التنمية والتغيير الذي يحتاجه الجنوب للخروج من الحالة التي يعيش فيها إلى مرحلة أخرى وهي إرساء مؤسسات لدولته المرتقبة. { إنها حقاً لفرحة شعب وأمة صبرت لتجني أخيراً ثمار النقلة النوعية نحو التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.. لإعطاء صورة جديدة للسودان الحديث.. إن السودان حقاً مقدم على مرحلة مليئة بالتحديات والمواجهات ويحتاج الأمر إلى عناصر صلبة ليتمكنوا من الدفاع عنه ودرء الأخطار التي تحيط به لبناء سودان الغد الذي يختلف تماماً عن سودان العقدين السابقين.. حيث كانت الفترة السابقة مرحلة إرساء الأساس وبناء القواعد والدعائم من أجل بناء دولة عصرية تقف في مصاف الدول المتقدمة.. والمرحلة الجديدة القادمة هي مرحلة البناء والتعمير وترتيب البيت من الداخل والخارج وخلق نسيج اجتماعي قوي.. مرحلة إجماع وطني تتطلب تعاون الجميع- حكومة منتخبة ومعارضة وطنية بناءة. {عموماً نقول إن شعب السودان أعطى درساً لن يُنسى وأثبت أنه شعب مدرك وواعٍ ، مارس الديمقراطية كما ينبغي أن تكون وأرسل إشارات للعالم الحر كيف تكون الممارسة الانتخابية الحرة في ظل حرية الإرادة وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة..وقد كان.. فالعمليةالانتخابية تمت تحت مرأى ومسمع من الجميع مراقبين محليين وإقليميين وعالميين ورقابة حزبية صارمة وأجهزة أمنية.. أما الأصوات النشاز التي تقدح في الانتخابات وتكيل لها الاتهامات فالواقع أثبت أن الادعاءات لا أساس لها من الصحة.. هذه العناصر تنظر إلى الوطن من وراء نظارة سوداء وكشفت عن نفسها بعد الانتخابات فأصبحت في نظر الجماهير العريضة فاقدة المصداقية.. هؤلاء يرفعون شعارات خادعة ومن المحزن أن سلوكياتهم لا تعكس مضمون ومعنى شعاراتهم المرفوعة فالديمقراطية تعني لديهم الوصول إلى كراسي الحكم عبر الصياح والعويل والبكاء على اللبن المسكوب والاعتماد على قوى خارجية لتنفيذ أجندة تضر بمصالح البلاد.. والدليل أن الانتخابات بدأت وانتهت بسلام وأفرزت وعكست ما أرادته الجماهير.. نتائج الانتخابات كانت فرحة للجميع ولكل قطاعات الشعب السوداني والخُلَّص من المواطنين.. كانت أيضاً صدمة عنيفة للمتشائمين والذين لم يحالفهم الحظ لتخطي حاجز الحد الأدنى من الفوز.. فهنيئاً لشعب السودان وتحياتنا للمفوضية القومية للانتخابات التي تحملت المشاق والصعاب وتصدت للسهام المسمومة التي أطلقها البعض نحوها، ورغم ذلك شقت الطريق لإخراج الانتخابات بالصورة الموفقة التي أشاد بها الجميع.