لا نستطيع أن نقول الآن وبعد أن انتصف شهر مايو أن الصيف قد بدأ. لأن صيف هذا العام قد اقتطع جزءاً كبيراً من غيره، فقد دخل هذا العام منذ منتصف يناير تقريباً. المهم في الأمر أننا الآن نعيش أحلك أيام الصيف، وهذا بالطبع يعني أن الخريف على الأبواب، وبهذا يترتب على الجهات المختصة عبء أكبر إذا لم تستعد لذلك، ورغم أننا نقرأ ونتابع الأخبار وأولها أن وزارة الصحة قد استعدت لأمراض الصيف إلا أننا نتابع أيضاً انتشار السحائي في بعض ولايات السودان، وها هي الاسهالات المائية ورغم أن هذا ليس موسمها إلا أنها قد تصل الحالة الوبائية في ولاية نهر النيل.. إذن المطلوب من وزارة الصحة التدخل السريع لتلافي أمراض الصيف التي تأخذ جل ميزانية الصحة، فهي دائماً ما تتحول لوبائيات لكننا هذه المرة نريد أن نأخذ بمبدأ الحيطة والحذر ومعروف أن الوقاية خير من العلاج، وهذه الأمراض موسمية وتحتاج للتدخل العاجل بواسطة الإدارات المختصة لا بواسطة اللجان التي دائماً ما تقتل المشاريع.. فيا وزارة الصحة نحن نريد أن نسمع ونرى المزيد من الاهتمام بهذه الأمراض خاصة وأن فصل الخريف قد دخل تقريباً.. وبما أن فصل الخريف قد دخل أو كاد في ولاية الخرطوم نتمنى أن لا نطالع في الصحف المانشيت الموسمي (الخرطوم تغرق في شبر مويه) وهذا يتطلب العمل السريع والاستنفار لمتابعة ما يترتب على هبوط الأمطار وبمعدلات كبيرة، ولا نريد أن نقع في نفس الأخطاء والمشاكل التي تحدث في كل عام.. فإذا أخذنا العام الماضي مثالاً نجد أن الاستعداد للخريف كان متأخراً وتم بسرعة السلحفاء، كما أن المنجز منه تم بصورة عشوائية مما أدى لعدم التصريف الجيد لمياه الأمطار، ضف إلى ذلك المشاكل الكثيرة التي أدت لتصدع وانهيار كثير من المدارس التي لم يتم إصلاح عدد كبير منها أو إعادة تأهيله، وها هو الخريف يعاود مرة أخرى كما عاود العام الدراسي وهو على الأبواب.. فيا سيدي الوالي نريد أن نسمع عن تأهيل المدارس وعن تصريف المياه وحفر المصارف واجتماعات مكثفة مع إدارات الصحة بالولاية للاستعداد الجيد للمشاكل القادمة قبل أن يقع الفاس في الرأس وتقف لتتباكى على الأطلال..