قال لها الرجل اللئيم وهو يحاول ان يجس نبضها هل احببت من قبل ؟ فعاجلته دون ان تصاب بالزغطة ، نعم احببت ولكن من ( بعيد لبعيد ) ولان الرجل الخبيث فضولي درجة أولى والفضول قتل القطه سألها ... كيف يعني من بعيد لبعيد ،؟ المرأة استعانت بالله من شياطين الجن والبشر وقالت : وفي شفتيها شبح ابتسامة منطفئة ، كان رجلا فحسب احببته من بعيد ولكن لم ادلق قلبي عليه ، حتى انه لم يعرف إنني احبه كنت اتابعه من بعيد مثل سحابة تتسلق على كف النسيم ، وفجأة غاب عن عيوني ، سألت عنه قالوا انه سافر ، حتى الآن لا اعرف أين سافر ولكن على اية حال لم احجز له في قلبي مقعدا فقد شغر المقعد الافتراضي بغيابه ومنذ ذلك السيناريو لم يطرق بوابة القلب طارق ، وبعدها قالت له استعد أنت للاختبار ، في تلك اللحظة شعر ان دقات قلبه تعلو وتهبط مثل وابور الطحين في قرية شمالية تسترخي على سمفونية النيل ، وقال وهو يبلع ريقه الناشف اسألي ( زي سؤالي عليك ) ، كم مرة احببت ايها الدون جوان ؟ ضحك ضحكة من قلبه كادت ان تتكسر لها اضلاعه ، كثير جدا ، ومضي الرجل كأنه يسرد حكاية ابو زيد الهلالي ، كنت في زماني ضامرا مثل كلب الصيد ، لم يكن النحول في جسمي من قلة تناول الطعام وانما من آفة العشق ، كان قلبي لوكنده صغيره ادمت حيطانها شخبطات الحب والوله الجميل ، كنت انام واستيقظ على سمفونية جديدة ونوارس كحلية تطرق بوابة القلب المعذب ، ومضى الرجل في رواية قصصه ، وقال وهو يسسترجع الذكريات المنطفئة من أقاصي فؤاده للأسف ( ضربوني في حياتي مليون شاكوش ) ، وبعدها ( حرمت الحب والريدة ) ، حتى التقيتك صدفة على رصيف الزمن ، سألته هل تحب شعر نزار قباني ، قال وثمة حشرجة في صوته ، نعم وكنت أتمنى ان اكون شاعرا في زماني حينما كانت اوراق العمر بلون الورد ، لكن شعرت ان الشعر خاصمني وجلب لي المتاعب فكلما كتبت قصيدة عن امرأة ما وعرضتها عليها تمزقها اللئيمة إمام عيوني وتطلب مني عدم التعاطي مع الشعر مرة اخرى ، الرجل كان صادقا معها اعترف لها انه رجل خيبان في الشعر والحب ، سألها لماذا أنت متزمتة تجاه الرجال قالت : وهي ترتشف آخر قطرة من الكابتشينو ، وتفرك يديها في حركة عصبية ، اسمع انا هكذا منذ ان سمعت الدنيا صرختي كنت ولا زلت مشاغبة ، وقد شهد منزلنا أولى مشاغباتي لاشقائي الذكور ، كنت اكيل لهم الصاع صاعين في المعارك التي تحدث بيننا ، وبعدها اتخذت موقفا من الرجال كافة ، اشعر انهم ذئاب تمشي على قدمين ، فرك يديه وهو يتحسس بطنه المستديرة مثل بطيخة الصيف وسألها حتى انا ذئب مثلهم ، نظرت إليه واطلقت صرخة النهاية نعم أنت اولهم ولكنك ذئب ناعم وانا لا اجيد الرقص مع الذئاب .