أكدت الحكومتان السودانية والمصرية أن الاتفاق الذي وقع من قبل أربع دول من دول حوض النيل أمس بمدينة عنتبي اليوغندية غير ملزم لهما، مشددتين على تمسكهما بالحقوق التاريخية والاستخدامات لمياه النيل حسب الاتفاقات التي أبرمت سابقاً بهذا الصدد، لكن عبدالجليل النذير الكاروري إمام مسجد الشهيد اعتبر أن الاتفاق يأتي في إطار المؤامرات التي تتعرض لها الأمة، واصفاً الخطوة بأنها مقدمة لتمرد دول المنبع على دول المصب، فيما اتهم علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي إسرائيل بالسعي لتأجيج الصراع بين دول المنبع والمصب، لافتاً النظر إلى أن الأخيرة قد تقدمت بطلب لمد قناة من نهر النيل لدى صحراء «النقب». واعتبر د. أحمد المفتي المفاوض القانوني للحكومة السوانية أن الاتفاق الذي وقعته يوغندا وأثيوبيا ورواندا وتنزانيا، اتفاق سياسي وسيخلق الكثير من المشاكل الفنية والعملية للدول الموقعة عليه، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي قد ساهم بدعم مشاريع لدول حوض النيل بكلفة بلغت أكثر من مليار دورلار وأن هذا الاتفاق سيخلق مشكلةً بشأن إنفاذ تلك المشاريع، خاصة وأنها مخصصة لكافة دول الحوض. وطالب المفتي الدول الموقعة بضرورة العودة لطاولة المفاوضات للخروج برؤية توافقية تحل الأزمة.وفي السياق أكد القنصل العام لمصر بالسودان الأستاذ معتز مصطفى كامل في تصريح ل(آخرلحظة) أمس أن مصر غير معنية بهذا الاتفاق وأنه غير ملزم لها، مشيراً إلى تمسكهم بالحقوق التاريخية والاستخدامات لمياه النيل بجانب الاتفاقات التاريخية للعام 1959م الموقعة مع السودان، و 1929م مع دول المنبع مؤكداً أن بلاده متمسكة بالإخطار المسبق لأية مشروعات مائية تتم ويكون لها انعكاس على الحقوق التاريخية والاستخدامات لدول المصب.وفي ذات الاتجاه قال الشيخ عبدالجليل النذير الكاروري إمام وخطيب مسجد الشهيد في خطبة الجمعة: إن الصراع حول مياه النيل يأتي في إطار المؤامرات التي تتعرض لها الأمة، مشيراً إلى أن الاتفاقية الإطارية لتقسيم مياه النيل فحواها تمرد دول المنبع على دول المصب، مطالباً بضرورة التشاور والتفاكر حول القضية وصولاً للمشاركة في المنافع موضحاً أن المشكلة الآن تكمن في عولمة الماء ليصبح سلعة مثل البترول. فيما قال أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي قطر السودان الأستاذ علي الريح السنهوري: إن الاتفاق يعد خطوة خطرة، باعتبار أن الدول الأخرى باستثناء مصر والسودان لديها مصادر مياه وفيرة ولا تعتمد على منابع النيل وروافدة بأكثر من 5% فقط، فيما تعتمد مصر على النيل في 95% من استهلاك المياه، واتهم السنهوري إسرائيل بالسعي لتأجيج الصراع بين دول الحوض، لافتاً النظر إلى أن إسرائيل قد طالبت بمد قناة من نهر النيل ألى صحراء النقب، موضحاً على الرغم من وجود قانون دولي واتفاقات تنظم كيفية الاستفادة من المياه إلا أن عالم اليوم يحكمه قانون القوة وليس قوة القانون.