(مهما تتنكر برضي بعرفك)، عبارة قالها لي المسؤول الكبير الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس والساعد القوي له، والذي وقف مع البشير في أحلك الظروف، فهو الذي خرج يوم قرار الجنائية الجائر ليواجه كل صحافة وإعلام العالم بقوة في مؤتمره الصحفي الشهير بقاعة الصداقة، الذي دافع فيه عن الرئيس بالحجة المقنعة والمنطق الرصين والقول القوي الذي أقنع به كل رجالات الصحافة داخل القاعة مثلما أقنع به السامعين والمشاهدين في أرجاء العالم، مضعفاً حجج أوكامبو في أول الهزائم للقرار. وعلاقة البشير وعلي عثمان علاقة لا تشوبها مغريات الدنيا لتقول صحيفة صفراء (إن علي عثمان أرسل وفداً قيادياً برسالة إلى الأمريكان يؤلبهم فيها ضد الرئيس وإن له مخططاً ليحل محل البشير).. سبحان الله فالغرض مرضي فكل صادق يعرف علي عثمان لا يقول ذلك عن الرجل البسيط الوفي القنوع والمتواضع والمرح والذي يقول لي في مناسبة اجتماعية خاصة بأسرته: (مهما تنكرت برضي بعرفك)، قاصداً ارتدائي لجلباب وعمامة لم يعتادهما عليّ.. إنه الرجل البسيط بروحه المرحة التي لا تعرف الخبث ولهذا عندما رُفعت ثلاثة أسماء للرئيس البشير عقب رحيل الشهيد الزبير محمد صالح نائب الرئيس ليختار الخليفة منهم، لم يتردد الرئيس وهو يستفتي قلبه بأن يختار علي عثمان، والذي من جانبه عندما اختلف الرئيس البشير مع د. الترابي اختار الوقوف بجانب البشير في وفاء بوفاء يغالط الحقائق ويؤكد أنه رجل وقف معه في أصعب المواقف، ثم دافع عن البشير في أهم وأخطر مؤتمر صحفي عقب الجنائية هاجم فيه الأمريكان، فكيف يرسل وفداً ضد البشير للأمريكان ومعروف عن علي عثمان أنه رجل لا تغريه المناصب فيتشبث بها، والدليل أنه عندما وجد في نيفاشا أن السلام سيحقق لو ترجل هو من خانة الرجل الثاني ليحل محله زعيم الحركة، لم يتردد في أن يفعل ذلك.. وكم رجل مثله يمكن أن يفعل ذلك ويأتي من يقول إنه ساعٍ لمنصب الرئيس. إن علي عثمان حالة خاصة في السياسة السودانية، وهذه حقيقة يدركها الأمريكان ويعرفها الذين وراء الخبر الآثم الذين يريدون أن يحدث الخلاف وتضعف التوأمة الأخوية القوية، الشيء الذي لن ينطلي على الرئيس البشير الذي يدرك مصداقية علي عثمان ووفاءه النادر، ويعرف أن قوة الحكومة في تماسك جدار الرجلين الكبيرين بلا تصدع يريده من لا يرغبون في صمود هذه الحكومة فيأتون بالأكاذيب التي لن يصدقها عاقل في وطن العقلاء.