راج هذا الاسم وهذا المصطلح في الاربعينات عندما كان باباً ثابتاً في مجلة «الفيضان» التي كان تصدر عن مكتب النشر قبل أن تلتقطه عبقرية الاستاذ محمود ابو العزائم ويجعله اسماً لعموده في صحيفة الأيام في سبعينيات القرن الماضي إبان العهد المايوي حمل ذات العنوان (محمود يريد أن يعرف) ويطرح من خلاله أسئلة عامة حول قضايا سياسية ومجتمعية واقتصادية عديدة، إلا إن هذا الباب الصحفي الشهير لم يستمر كثيراً بسبب الجرأة التي كان يطرح بها تساؤلاته وأسئلته التي لم تكن ترضي الكثيرين. نحاول أن نربط الحاضر بالماضي ليأتي الحفيد محاولاً اقتفاء أثر الجد في الطرح والجرأة والقوة، آملاً في أن يمده الله بالصبر والمعرفة والعلم، والخبر اليقين، حتى يؤدي ما يرضي الله وضميره، دون خروج عن معروف أو مألوف في التعليق على الظواهر أو الأخبار أو الأحداث وإبداء الرأي حولها.. الحديث السائد هذه الأيام ووجهة أنظار كل العالم تتجه إلى الدولة الأفريقية، صاحبة الإمكانيات البسيطة، والعقلانية الكبيرة(جنوب أفريقيا)، أو(البافانا بافانا) كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم.. بدأ حفل الافتتاح في عكس حضارة أفريقيا، وكان ذلك ظاهراً من خلال الأعمال الجميلة الرائعة التي قدموها من خلال الافتتاح، استضافت جنوب أفريقيا هذا المونديال في(9) مدن وأشهرها مدينة(جوهانسبيرج)، ولكنها ورغم بساطة الأعمال التي قدمت نالت إعجاب الكثير من الدول، وقد بدأت المنافسات بروح عالية من الفرق العالمية، لملاحظتهم عدم الفرق بينهما وبين أية دولة أوربية، كان يمكنها استضافة المونديال.. وهذه النقطة ارجعتنا إلى حال الكرة السودانية التي كلما تقدمت (خطوة) رجعت (عشر).. فأين نحن من هذه الفرق صاحبة العزيمة والإصرار للوصول للمنافسات العالمية لكي تعكس للعالم أنها صاحبة انجاز، أين نحن من ذلك؟... إذا توقفنا عند الفرق المحلية نجدها تحوي كوادر شبابية يمكن أن يستفيد منها المنتخب الوطني، ولكني أحتار عندما أجد نفسي أرى قائمة (المنتخب) الوطني تضم أسماء (معينة)، أو شخصيات معروفة، أين اللجان التي من المفترض أن تجوب كل ملاعب السودان صاحب (المليون ميل)، أين هي من الشباب الذين يملكون امكانية لا يملكها لاعبون في (القمة) التي يدعونها (هلال مريخ)؟ ماذا قدم هؤلاء للمنتخب الوطني.. الشئ الوحيد الذي يمكن أن ينقذنا من هذه (الورطة)، هو إغلاق المنافسات لمدة (عام) كامل للتخطيط والتجهيز، لكي نخرج بنتائج جيدة، يمكن أن تؤهلنا إلى منافسات عالمية، يرفع فيها علم (السودان) عالياً خفاقاً، ويرى كل العالم هذا العلم مع بقية أعلام الدول الأخرى.. وليس هذا بالصعب على دولة تعلمت منها كثير من البلدان معنى كرة القدم، أو عرفت بعدها معنى كرة القدم.. وإذا أصبح اللاعب السوداني يملك الغيرة على شعار (منتخبنا الوطني)، فإني أؤكد لكم أن السودان سوف يصل إلى نهائيات أية منافسة يطمح فيها مهما كانت، حتى إذا كانت هذه المنافسة هي كأس العالم.. وفي النهاية.. متين نوصل؟.