اجتمع لفيف من المثقفين وأجمعوا أن أحسن اختيار للوزراء ولوزير الثقافة هو السموأل خلف الله.. وحقيقة الأمر أن السموأل خلف الله.. كان وزيراً للثقافة منذ عشرين عاماً.. بل كان أنجح وزير جماهيري بلا كرسي ولا هيلمان ولا حرس.. بل كان الرجل الذي سد الفراغ، وتدارك العجز في مجال الثقافة، وما أروقة، وسحر القوافي، ومهرجانات الإبداع، وسلاسل مطبوعات إبداعات الشباب، والمنتدى الراتب الواسع الثراء لأكثر من عشر سنوات، إلا دليل على المقدرة والطاقة التي يملكها السموأل.. وأرجو ألاَّ تهزمه الوزارة بهمومها الصغيرة.. فيتوه ويضيع في تفصيلاتها الصغيرة.. وينشغل كما أنشغل سلفه بهذه التفاصيل التي قعدت بهم عن تقديم وانجاز الكثير..الأمر الآخر الذي آمل ألاَّ يحدث هو ألاَّ يقع السموأل في حفرة الإمكانيات الشحيحة المحدودة، التي عرفت بها وزارة الثقافة عبر تاريخها.. أنها في آخر الوزارات أموالاً واعتمادات.. وإهتماماً وعناية.. فهي تلهث كل شهر في تدبير (المهايا) والمرتبات.. وتحفى أقدام مسؤوليها في تدبير (التسيير) لتسيير العمل اليومي وتوفير ضروريات الحياة.. حياة الوزارة.. لا حياة الثقافة والإبداع.. وإذا كان السموأل استطاع في الماضي بعلاقاته الواسعة.. (ووصوله) إلى مواقع مهمة ونافذة في تدبير وإحداث الكثير من النجاحات.. فهل المطلوب منه مواصلة المسيرة في هذا الاتجاه وهو الآن في موقع سيادي.. له التزاماته ومطلوباته؟.. أم أن هناك داعماً رسمياً لوزارة وليدة قصد أن تكون مسؤولة عن الثقافة في وطن كبير، متعدد الأعراق والألسن والأهواء.. وأحوج ما يكون إلى الثقافة لتقوده إلى بر الأمان.