وصف قيادي بالمؤتمر الوطني في تصريحات نشرتها بعض صحف الخرطوم أمس نقلاً عن التلفزيون الحركة الشعبية ب (التعبير) عن الوحدة و(إضمار) الانفصال.. أي أنّها وحسب ما يرمي إليه الأستاذ محمد الحسن الأمين عضو المجلس الوطني والقيادي بحزب المؤتمر الوطني تعمل على (إظهار) الوحدة و(إضمار) الانفصال... بينما عزا الدكتور لام أكول هذه الأصوات العالية داخل الحركة الشعبية والمطالبة بالانفصال إلى غياب الحملة المشتركة للترويج للسلام بين شريكي الاتّفاقية مما مهّد الطريق لقيادات داخل الحركة لخلق عداء بين قواعدها والمؤتمر الوطني، بل جعل ذلك الموقف الحديث عن المؤتمر الوطني كالحديث عن العدو. والله.. إنّه لأمر مؤسف.. لأن حديث الدكتور لام أكول هو الأقرب للحقيقة في مواقف الكثيرين من قيادات الحركة الشعبية الذين تبنوا (الانفصال) باسم (الاستقلال) وشتان ما بين هذا وذاك.. ولأن الدكتور لام أكول كان جزءً أصيلاً ومكوناً حقيقياً من مكونات الحركة الشعبية إلى أن خرج عنها بعد المضايقات التي تعرّض لها بسبب فكره ونهجه الوحدوي. لو قدّر الله أن يكون الدكتور جون قرنق قائداً للحركة الشعبية حتى الآن، ولو لم تختطفه يد المنون في حادثة غامضة لما جرؤ أحد من قيادات الحركة الشعبية على الحديث عن الانفصال أو محاولة ابتزاز الطرف الآخر الشريك في تطبيق اتّفاقية السلام من هذا الباب إذ إنّ الدكتور جون قرنق كان وحدوياً حتى النخاع وكان فهمه للوحدة الجاذبة هو أن يكون تطبيق اتّفاقية السلام مرضياً للطرفين لأنه يعني إستمرار الوطن بكامل حدوده ومكوناته البشرية والعرقية .. ولكن مع الموت المفاجيء للدكتور جون قرنق أطلت سحابات المخاوف لتُظلم سماء الوطن الواحد الذي أضحى بين شد وجذب الانفصاليين والمنتفعين به. الآن تٌشير أصابع الاتّهام مباشرة إلى أن الذين يدعون للانفصال - باسم الاستقلال - هم أول من يجب التحقيق معهم في موت قرنق واغتياله الذي فتح طريقاً كان مغلقاً ب (ضبة) الأمنيات و(مفتاح) الأحلام الممكنة في عدم الرجوع إلى الحرب وعدم المزايدة بوحدة السودان. قلت لعدد من أبنائي وبناتي في منتدى الوحدة والانفصال الذي نظّمته أمانة الشباب الاتحادية في المؤتمر الوطني قبل يومين إنني لا أتمنى الانفصال ولا أرغب فيه، وإن حدث ذلك - لا قدر الله - فإنني سأكون أول الساعين لأنال (جنسية) القُطر الجديد الوليد.. أما عن الانفصاليين داخل الحركة الشعبية فقد ركبوا قطار السلام بعد التوقيع على اتّفاقية نيفاشا بنية الانفصال مثل الذي يُريد الزواج بنية الطلاق.. ولما لم يكن أمامهم من عائق لتحقيق أحلامهم وأطماعهم سوى الدكتور جون قرنق.. لم يكن هناك من مفر للتخلص منه. هذه مجرد استنتاجات ولكن لا يعلم الحقيقة إلا الله وحده لأن الأيادي الآثمة لن تظهر لها بصمة بين شجر ومطر وحجر .. ولن يفصح من يعرف عن شيء لأن المصير معلوم ومعروف.