مسواك الأراك هو (الفرشاة) الطبيعية والنموذجية لشرائح كبيرة من الناس يستخدمونها منذ حقب تاريخية سحيقة، وفي الفترة الأخيرة ارتفع طلبها خاصة بعد معرفة الفوائد الكبيرة التي يتمتع بها الأراك مثل تزوده بمواد مطهرة طبيعية, وهذه الفوائد لم تحرك نشاط المساويك الذي يرتبط بالموسم فتجد سوقها (نائما) في غالبية أشهر السنة.. ويتجول حالياً تجار (مسواك الأراك) بخطوات بطيئة داخل الأسواق وفي المحلات التجارية وكذلك تحت البرندات, وأمام المساجد ودور العبادة وفي الشارع العام حيث يستهدف التجار المتجولون الشوارع المشهورة والمكتظة بالعربات والناس، وعلى رأسها شارع البلدية, القصر, المك نمر, شارع الجامعة وشارع الجمهورية الذي يشهد نشاط لعدد كبير منهم يتقاطعون ويتسابقون نحو رتل العربات المصطف في انتظار حركة المرور.. يوسف إبراهيم الذي يحمل على كتفيه وبين يديه كمية من المساويك مختلفة الطول والحجم ويهرول يميناً ومرة شمالاً دون أن يضع اعتباراً لسخونة الطقس وحرارة الشمس أي اعتبار, فقط كان يبحث عن الرزق الحلال, سألناه والعرق يتصبب منه (بكم تبيع قطعة المسواك؟؟) فقال بلهفة على اعتبار أننا زبائن ب(500) قرش وفي واحدة بجنيه.. طيب في اليوم بتبيع كم قطعة كدا.. قال دون تردد (100) قطعة تقريبا, وقبل أن نضيف أي سؤال آخر لملم بعضه وذهب يبحث عن رزق في مكان آخر بعد أن أدرك أننا نريد معلومات أكثر من مساويك الأراك.. وانتشار المساويك لم ينحصر في الخرطوم وشوراعها المعروفة فقط وإنما تجده في سوق بحري, سعد قشرة, والمحطة الوسطى. وكذلك في أم درمان خاصة سوق الخضار والمحطة الوسطى بالقرب من مسجد أم درمان الكبير والمناطق المتاخمة له.. وللمسواك البلدي المنحدر من سلالة شجر الأراك يتمتع بفوائد عظيمة أمن عليها الأطباء والخبراء أيضاً لأن استخدام أعواد المسواك تقلل من تواجد البكتيريا الفموية (A.a) والذي يعتبر من أشرس أنواع الميكروبات والسبب الرئيسي لعدد كبير من أمراض اللثة والعظم المحيط بها. ولقد أثبتت النتائج أن لخلاصة مسواك عود الأراك تأثيراً قاتلاً على البكتيريا الفموية عن طريق استخدام تقنية الحامض النووي الوراثي وهذا يعني أن وجود عصارة مسواك عود الأراك لها تأثير قوي جداً في حماية الخلايا البشرية عند تعريضها لسموم البكتيريا.. ولمسواك الأراك الموجود حالياً في الشوارع فوائد أخرى يقوب اللثة ولديه قدرة كبيرة في إزالة الروائح الكريهة من الفم ويساعد النسيج بين اللثة والفك الى جانب انه يقوي الأسنان وينشط اللسان ويقوي حاسة الذوق وفي نفس اللحظة ينشط الدورة الدموية كما يطهر الفم من الميكروبات لمدة تتراوح ما بين 12 الى 18 ساعة بعد الاستعمال, مع هذه الفوائد العظيمة التي يتمتع بها (المسواك) التقليدي إلا أن الزبائن لم يهتموا به كثيراً هذه الأيام فأصبح باعة (الأراك) المتجولين يلاحقون الزبائن داخل في أي مكان..