يحتفظ الذهب دائما بقيمته المادية والاجتماعية, ولكن هذه القيم تزداد وسط النساء وتتألق في دنيا المرأة حيث يشكل المعدن النفيس ركناً مهماً لإكمال جمالهن وهندامهن.. وتتوزع المشغولات الذهبية على أجزاء المرأة. ففي الوقت الذي ينشط فيه (الحلق) اسفل الاذن, تحتكر (السلاسل والقلادات) بأنواعها المختلفة الجيد و (الرقبة) وتتدلى إلى أن تصل منطقة الصدر, أما الأسورة و(الغوائش) فتتحرك في مساحة محدودة على معاصمهن, فيما توزع (الخواتم) نفسها على اصابع الأيدي (يميناً ويساراً), ولم يتوان الذهب من خلال هذه المواقع الاعلان عن نفسه باللمعان والبريق كلما غشاه ضوء أو نور خافت, وقد تلعب التشكيات الجديدة (الدقات) دورا في لفت الانتباه ولكن الأهم من كل ذلك هو خاصية النظافة التي تجعل الذهب يزداد بريقا ولمعان, وهنالك أنواع وطرق مختلفة لنظافة المشغولات الذهبية والفضية, إلا أن أشهرها على الاطلاق (القلاشة) وهي آلة كبيرة تعمل بطريقة بسيطة وموجودة في محلات الصاغة وتجار الذهب بأسواق أمدرمان, الخرطوم وبحري.. ويقول بشير الصائغ: نظافة الذهب والفضة ضرورية للغاية وهي مرحلة نهائية في رحلة صناعة المشغولات الذهبية والفضية, وتبدا الرحلة بالطلبيات سواء أكانت من الزبائن أو تجار الذهب، حيث نقوم بتفطيع المعدن عن طريق الأوزان المعروفة (جرام) وبعدها يتم تحديد الشكل المطلوب وهنا نعتمد الفنيات والخبرة لإكمال هذا الأمر وبعدها تأتي مرحلة النظافة التي لها أكثر من اسم وكذلك أكثر من طريقة فهنالك من يطلق عليها نظافة, وآخرون يطلقون عليها (جلي) ومجموعة ثالثة تقول (قلش) وهي منسوبة إلى آلة النظافة الحديثة (القلاشة), وتوجد هذه القلاشات في المحلات المجاورة لسوق الذهب والورش الخاصة بالانتاج.. أما نحن الصياغ (الصنايعية) فنأخذ المشغولات (ذهب وفضة) ونذهب إلى القلاشة في الورشة لتنظيفه وتجليته.. والقلاشة هي آلة تعمل بالكهرباء وبها إناء كبير أشبه ب(الطشت) حيث يوجد في داخله حبات حديد (بللي) بكميات كبيرة جدا حيث توضع عليها المشغولات الذهبية وويصب فيها (صابون بدرة) ومن ثم يتم تشغيل الآلة التي تقوم بهز البللي بطريقة معينة, ويتكرر الغسيل ثلاث مرات تقريبا قبل أن يغسل نهائيا بالماء ويجفف بالقماش.. أما عن أسعار النظافة في القلاشات يقول بشير: والله الأسعار معروفة بالنسبة للصياغ، ففي الغالب يتم تنظيف قطع الذهب الصغيرة (خاتم, حلق, سلسل) بجنيهين, أما الفضة فيتم تنظيفها بجنيه, وقد ترتفع قيمة النظافة وقد تنخفض وفقا لتعامل الصائغ مع أصحاب القلاشات.. أما عن الزبائن فيقول: لا يتعامل الزبائن مع أصحاب القلاشات مباشرة لأنهم بعيدون عن أماكن السكن، بالإضافة إلى أن أصحاب القلاشات لايحبون التعامل بالقطعة الواحدة, لذا تجدهم يتعاملون معنا باعتبارنا وسطاء وزبائن, فيما تكتفي شريحة بسيطة من الزبائن بالنظافة التقليدية المعروفة الغسيل باللليمون أو الرماد, أو خام موية النار الذي يسخن ويضع عليه المشغولات الذهبية ثم إخراجها وتنظيفها بالماء والصابون ثلاث مرات قبل تجفيفها بالقماش..