كان لافتاً غياب زعيم حزب الأمة الإمام الصادق المهدي عن اجتماع قوى الإجماع الوطني الذي احتضنه المركز العام لحزب المؤتمر السوداني بأم درمان.. هذا الغياب جعل الكثيرين يتساءلون عن سر غيابه خاصة بعد أن أعلن رئيس قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى الاسبوع الماضي في مؤتمر صحفي مشهود أن جليد الخلافات بين قوى المعارضة والإمام الصادق المهدي قد انتهى إلى غير رجعة، لكن غياب المهدي عن اجتماع الرؤساء أمس فتح الباب أمام صحة انتهاء تلك الخلافات بعد ان دفع المهدي بالأمين العام للحزب د. إبراهيم الأمين ومساعدته د. مريم الصادق الناطق الرسمي باسم قوى الإجماع الوطني بعد أن وقع في دفتر حضور الاجتماع الذي استمرار لأكثر من ثلاث ساعات وشهد نقاشات ساخنة كل من الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي ورئيس المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ ورئيس حزب القوى الديمقراطية الجديدة هالة عبد الحليم إلى جانب القياديين بالحزب الشيوعي الشفيع خضر وصديق يوسف ورئيس حزب البعث الريح السنهوري والقيادي بالحزب وجدي صالح بجانب الحزب الناصري الذي مثله المحامي ساطع الحاج وعدد من أعضاء أحزاب المعارضة بعد أن تداعوا لمناقشة الحرب الدائرة بالبلاد بعدد من تخومها الملتهبة وكيفية إيقافها. ذلك الغياب قال عنه مصدر رفيع بالمعارضة تحدث ل (الأحداث) إن ممثلي حزب الأمة لم يدفعوا بمبررات واضحة له . اجتماع الثلاث ساعات! يبدو أن سخونة الأجواء التي ضربت البلاد أمس أسهمت في أن يمتد اجتماع رؤساء قوى الإجماع لمناقشة الحرب كل تلك المدة الطويلة والخروج ببيان عادي وفق وصف مصدر رفيع من قوى الإجماع حضر الاجتماع بعد كل تلك المدة الطويلة من الاجتماع كان أول الخارجين من تلك الأجواء الساخنة الأمين العام لحزب الأمة القومي د. إبراهيم تبعه رئيس حزب البعث الريح السنهوري ثم توالى خروج بقية ممثلي قوى الإجماع الوطني حيث كان آخر مغادري غرفة الاجتماع الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. الترابي الذي انتظره الصحفيون كثيراً علهم يظفرون بتصريح منه بعد أن شن عليه مساعد رئيس الجمهورية د. نافع هجوماً عنيفاً وصفه فيه ب (الخائن) لعدم إدانته هجوم دولة الجنوب على ه062Cليج، إلا ان الترابي خيب آمال الصحفيين برفضه الجلوس في المنصة التي أُعدت للمؤتمر الصحفي وفضل الجلوس مع بقية ممثلي قوى الإجماع الوطني مستمعاً هو الآخر بعد أن أدلى بدلوه داخل الغرف المغلقة التي شهدت نقاشات صريحة وفق مصدر رفيع وقريب من قوى الإجماع الوطني حضر الاجتماع وأبلغ (الأحداث) بما دار داخله حيث أوضح ان معظم النقاشات دارت في كيفية التعامل مع الحرب الدائرة، بل ومضت إلى أكثر من ذلك بأن أدانت كافة القوى السياسية بشفاقية تامة الحرب والاستيلاء على هجليج من قبل دولة الجنوب ممثلة في جيشها الشعبي. وكشف المصدر أن بعض ممثلي أحزاب المعارضة حملوا الحكومة مسئولية الاحتلال لضعفها وضعف سياساتها الأمر الذي تسبب في أن يتجرأ الجيش الشعبي ويهاجم منطقة هجليج الغنية بالنفط، بجانب حديث آخر أكثر صراحة حول تفعيل آليات قوى الإجماع التي تم إرجاء البت فيها لوقت لاحق ، حيث كانت الاجواء داخل غرفة الاجتماع المغلقة متماشية في صراحة مع ما يدور في البلاد، غير أن المصدر اعتبر الاجتماع محاولة لنفي تهمة (الخيانة والطابور الخامس) وهي تهمة بعيدة كل البعد عن قوى الإجماع معتبراً إياها استجابة لضغط الحكومة التي اتهمت أحزاب المعارضة بعدم إدانتها للحرب والهجوم على هجليج. وأقر المصدر بأن المؤتمر الوطني نجح في دفع أحزاب المعارضة لإدانة الحرب ونفي تهمة الخيانة والطابور الخامس عنها. ويرى أن اجتماع الأمس والموضوع الذي طرح للنقاش لا يستحقان أن يتداعى إليه رؤساء أحزاب تحالف قوى الإجماع وكان بإمكان الهيئة العامة أن تجتمع وتصدر بيان إدانة الحرب ورد تلك التهمة عنهم. وذهب المصدر أن كثيرا من ممثلي المعارضة طالبوا بأن يخرج الاجتماع بقرارات واضحة وآليات عمل أكثر وضوحا للمساهمة في تحقيق السلام عبر برنامج عمل محدد. غير أن الوطني استطاع أن يجر أحزاب المعارضة ووضعها تحت ضغط نفسي رهيب للخروج بذلك البيان وفق المصدر. رؤساء المعارضة... البيان الأول بعد انتظار دام لثلاث ساعات خرج اجتماع رؤساء أحزاب المعارضة ببيان ثلاه القيادي بحزب البعث وجدي صالح أكد فيه إدانة قوى الإجماع للحرب والهجوم على هجليج، مطالبين دولة الجنوب بسحب قواتها فوراً من داخل الأراضي السودانية، بجانب رفض الحرب التي وصفها البيان بأنها استنزاف للموارد المالية والشرية للبلاد، بجانب صرفها للانظار عن القضايا الحقيقية التي تحتاج للبحث والتفاكر، كما طالب البيان بضرورة الاسراع في حسم القضايا العالقة على رأسها ترسيم الحدود، ووقف كافة العدائيات، بالاضافة إلى رفض المجتمعين للنهج الذي وسموه ب (الابتزاز) وذلك بوصف المعارضة بالخيانة والطابور الخامس. كما جرى الاتفاق على تطوير آليات قوى الإجماع الوطني لمناقشة مخرجات اللجنة السباعية التي شكلتها قوى المعارضة بغرض إجراء إصلاحات هيكلية على جسمها وتغير اسمهما وغيرها من التوصيات. المعارضة.. الاجتماعات مستمرة. في ذات البيان أكد زعماء أحزاب المعارضة على استمرار انعقاد اجتماعاتهم وأنهم سيلتقون الأسبوع المقبل بعد أن يتفاكر رؤساء الأحزاب مع قواعدهم خلال هذا الأسبوع يتداعوا بعدها لمناقشة آليات تفصيلية لإيقاف الحرب من خلال برامج مفصلة . ماذا بين كمال ومريم! عند خروج المجتمعين من غرفة الاجتماعات لتلاوة بيان الرؤساء الذي جرى الاتفاق عليه جلس على منصبة المؤتمر الصحفي كل من رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع فاروق أبوعيسى إلى جانبه الناطق الرسمي باسم القوى د. مريم الصادق وصاحب الدار مستضيف الاجتماع رئيس المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، بجانب القيادي بالبعث وجدي صالح.. وبعد أن افتتح أبوعيسى المؤتمر ببعض الكلمات طلب من مريم الصادق ثلاوة البيان، غير أنها ابتعدت عن موقعها المقابل لكاميرات أجهزة الإعلام ودعت وجدي لأن يحل بديلا عنها لينبري لها الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في همس مسموع بأن تتلو هي البيان باعتبارها الناطق الرسمي باسم قوى الإجماع الوطني لترد عليه مريم بأنه إن كان يرغب في ذلك فعليه الحضور لثلاوة البيان ليرفض هو الآخر.. ذك الهمس أعاد للأذهان ما دار من حرب كلامية بين (الأمة والشعبي) خلال الفترة والتي أنجرّ لها زعيما الحزبين في حرب كلامية معلنة حتى أفلحت رئيسة حق هالة عبد الحليم في فضها.