* جميل جدا أن ترى أهل الفن والإبداع يحملون الفن كرسالة يمكن بها التأثير في العديد من القضايا الاجتماعية والأزمات التي تحدث بالبلاد, هذا ما كان عليه قبيلة المبدعين خلال الأيام الماضية، وجزء من الوطن يتعرض لاعتداء من دولة الجنوب, هذه هي الرسالة الفنية التي ظللنا ننادي بها كثيرا بأن يكون للفنانين في هذا الزمان قضية واتجاه واضح يسيرون عليه وفهم عميق للمعنى الذي من أجله حملوا راية الفن. * لقد قدم الفنانون أروع المشاهد وهم يستنفرون ويحثون بعضهم بعضا لأجل أن يكون لهم دور فيما أصاب أرض الوطن من اعتداء خارجي وممن كانوا يوما أبناء هذه الأرض, كم كان رائعا أن يتوافد الفنانون للغناء للوطن ورفع الروح المعنوية لجنود السودان ويرفعوا راية الوطنية في قلوب المواطنين عبر الأغاني الوطنية والحماسية. * وكنت سعيدا وأنا أرى ذاك الفتى وهو يقدم أجمل صور الوطنية عندما ارتدى البزة العسكرية، وهي خطوة فاجأت كل اللذين يعلمون تفاصيل تجربة محمود عبد العزيز، إذ كان من قبل أحد أعضاء الحركة الشعبية ومعشوق الجماهير في الجنوب، وكثيرا ما كان يمدح تلك المنطقة التي صار فيها أجنبيا، ووطنية محمود لا يمكن أن يشكك فيها أحد فله مواقفه التي تشهد بذلك. * وفي ليلة جمعة النصر تغنى الفنانون الشباب بمنظمة شباب البلد بقناة النيل الأزرق منذ الساعة الحادية عشرة مساءً وحتى الثانية من صباح السبت بمجموعة من الأغاني الوطنية والحماسية احتفالا وبهجة بالنصر الذي تحقق, ولم يكن الفنانون الشباب وحدهم بل كان معهم الفنانون الكبار ولم نتحدث عنهم لأننا تعودنا منهم ذلك. * هذه الحادثة برغم ما فيها كانت سانحة لكي يبدأ الفنانون الشباب خطوة جديدة لفن مختلف عن الذي كان يقدم في السابق وهي فرصة ليعرفوا أن لهم تأثيرا كبيرا في المجتمع السوداني؛ لذلك عليهم أن يعلموا أن الوطن يجب أن يكون له نصيب في أعمالهم الفنية.