ما تسمع كلام ، وما تصدق وشاية / ومهما يقولوا ليك حكاية ورا حكاية / ديل عزال وحاتك غايرين من هوايا / العوازل هم العاملون على التفريق بين الناس ، والعوازل هُمُ هُمُ ، ومن زمان ، وسيظلون ، خاصة عندما تكون العلاقة بين اثنين ، غير شفافة وضبابية ، وتزيد وتنقص ، وترتفع وتهبط ، حسب الصرف ، وبورصة السوق ، ونحو ذلك ، ووجه العملة الأصلية الإخلاص والعطف ، ووجه المزيفة السماع والشك ، وعطف على ما سبق نحكي الحكاية ، وكيف تقبح العلائق بين المحبين وتتجمل ، حيث توجد أمثلة لنساء يضعن عدة صور لفارس الأحلام ، ولكن مع الندرة والغلاء وارتفاع السعر ، وسباق الزمن ، ينعدم التمييز، والنفوس بخيلة ، والبخل عكس الكرم ، والكرم عين الجود ، والجود (يُفقر) ، والإقدام على الزواج (قتالُ). نعود للحكاية ، حيث صّفت واحدة من شاكلة نون النسوة ، الرجال في صف ، وهى تقدم هذا وتؤخر ذاك ، حسب المقاييس عندها ، والمفاضلة بين المتقدمين ، وتتداخل عوامل في غير المصلحة ، أهمها الزمن ، ويعني الُعمر ، وهو أكثر العوامل الراجحة في تسريع وتيرة القبول ، وتقدم السن أعمى كالحب ، فقد ذكر مصفوف : أنه قد تقدم للزواج منها ، وهي المتميزة بوظيفة ممتازة ، وصفات أخرى ، أهمها الكرم ، رغم البخل الآخر ، وضدين اجتمعوا ، وهي التي ظلت بخيلة عليه ، فعينها عليه ، وعينها على الباب ، في رجاء الأحسن ، فصارت تتعمد إثارة غبار النكد ، في درب الفارس ليتأخر ، خاصة عندما تتحسس الأحسن ، وتتعمد تعرية عيوب الصديق ، بذر الغبارعلى خصيب عطاء الرجل ، بل إيجاد عيوب ليست موجودة ، وكل ذلك لإبطاء نغمة تسارع الزواج ، عسى أن يطرق بابها الأحسن ، ليملأ بقية فراغ العين ، ولا يملأ فراغ العين إلا التراب ، التراب المردود عليها ، وهي تذره في درب الفارس ، ويظل العمر هو الفيصل ، في رجوع المرأة للصواب بدل الأحسن ، والقبول به على علاته الواضحة لها (هي) ، معرفتي بالرجل تقول : نِعم الرجل هو ، وسماعي عن خطيبته يقول : بئس المرأة السميعة ، فباستطاعة الصديق ، وبقليل من الجُهد ، وبما عنده من صفات ، إيجاد الذهب ، رغم حمى التنقيب ، والعودة به ، لسببين لا ثالث لهما ، هما رجاحة آلة العقل المنقبة ، وشيء من الدين ، ورجاحة عقل الآلة مطروح في السوق ، لمن أراد الشراء ، ورباح البيع ، ولكن التدين يحتاج لشروح ، أولها نقاء قلب وسريرة الرجل ، من بعد تنقيبنا نحن ، لعقدين من الزمان في صفاته ، وأكتشاف عقد اللولي ، وعن صفة سرعة غضب الصديق ، نقول إنها عادة وجبلة في الناس ، بالذات أولئك الذين يرون بلونين لا ثالث لهما ، هما الأبيض والأسود ، ويكرهون الرمادي ، والمواقف الضبابية ، وللحقيقة أسوق النصيحة التالية لخطيبة الرجل ، وضرورة أن تتجمل بالحكمة ، وفض صف الأحسن ، فالرجل كان وإلى قريب ، جاد في الارتباط بها ، والرجل يكره الوشاية ، ويبغض أيما بغض انقلاب الحُلو مُراً ، ومن دون سبب ، والسماع للوشاة ، وهو البقولوا الناس شوية ؟ أقول ما تسمعون ، لخشيتي أن لو تركت الفتاة الصديق ، الرمادة كالت خشمها ، وعاجز الرأي مضياعٌ لفرصته ، حتى إذا فاته أمرٌ عاتب القطر، وهلا أعدتم ما فات ، ونحن نتحدث عن القطر ، وقراءة عمود الكاتب إسحاق أحمد فضل الله ، قبل عام ، ومن سبق لبق ، وتنبيه الكاتب لملايين الفتيات ، وهن الواقفات في المحطة ، ينتظرن النصيب ، بأن الخانات الشاغرة قليلة ، في مقعد القطر ، والتي لا تسمح بإجلاس كل أولئك ، في مقعد مُريح ومُكيف ، وهناك فرص محدودة أخرى ، للمخارجة والسفر شماعة ، وفرص أخيرة للتسطيح ، ويعني التسطيح ركوب (الهوا) ، وفي رأس القطر ، وفي رأس القطر كل الخطر، نعود للعقل ، ورأس الحكمة يقول : اركبي ، واقبلي بالمقعد الذي اختاره حبيبك ، لعلمي اليقيني بالرجل ، ومشاهدتي للتذكرة المؤكدة سلفاً ، ومدفوعة القيمة ، وترك كلام الناس ، ولو فارقتا دربي هواك في دمايا جاري ، يكبر ويبقى قصة ، أرويها لصغاري ، نموت ونعيش عليها ، ويقولوا غرام مثالي ، ولو داير تسيبنا جرب وإنت سيبنا ، ولو داير تحب حب وانساه ريدنا ، ويوم ترجع تصافي نسامحك يا حبيبنا ، والسماح الرباح..