أذكر أني وإبان «المرحومة» فترة الديمقراطية الثالثة، كنت أسمع لإحدى خطب الحبيب (وهذه ليست من عندى) الصادق المهدي، اختتمها بالمثل العربي الشائع «إلى صنعاء وإن طال السفر». ومسيرة الرجل إلى جانب كونه مفكراً وباحثاً تثبت أنه يعمل بهذا المثل ويعشقه عشقاً سرمديا. وأحسب* أن فطنة القاريء تنبؤه بما أرمي إليه في ذلك. وعلى نقيض هذا المثل، تفتقت عبقرية أهلنا عن المثل.. «كتلوك ولا جوك جوك». وهذا المثل يعشقه أهل «المؤتمرالشعبي» لحد الثمالة كما سيأتي ذكره. فإذا كان المثل الأول يضرب للتعبير عن مد حبال الصبر إلى ما لا نهاية، فالثاني يعني الاستعجال.. أي لم الانتظار؟. الرابط بين هذين المثلين في هذا المقال هو «قضية محكمة الجنايات الدولية» وموقفها من تسليم بعض أركان السلطة النافذين في حكومة السودان. هذه «النغمة» أي محمكة الجنايات الدولية، لا تحب سماعها السلطة، وتعمل بمبدأ المثل الأول، بينما تطرب المعارضة بمختلف ألوان طيفها (خاصة إخوة الأمس) وتعشقها كعشق «ولض المهدي» للمثل «الأول». فإذا كانت المحكمة تمد حبال الصبر واثقة ومتدثرة بإيمان الصحابة بأن ذلك اليوم سيأتي، تقول المعارضة بما فيها أهل القبلة الحمراء (مو المريخ) وانضم إليهم «مولانا الميرغني» بخلاف موقف بعض قياداته في الحكومة، حسبما ما رشح من أخبار.. يا جماعة فكونا قبل أن يصبح السودان «شمار في مرقة».. يا ناس «كتلوك ولا جوك جوك» آملين في أن يبعث الله تلك المرحومة «في نسخة رابعة» وهم أحياء يرزقون. } كلمة «أحسب» هذه أستميح مستخدمها الرئيس «شيخ حسن» وتلامذته من بعده عذرا في استلافها في هذا المقال إذ إن ملكيتهم لها شبه حصرية.