(1) هُوَ المَوْتُ فاختَر طريقينِ أو كفَنيْنِ؛ طريقٌ إذا ما رأيتَ افتَرَعتَ بَهَاكْ، وطريقٌ، لا تَسيْرُ العصافير فيها، أَعلى من النّخل، أقصَرُ من قامةِ الرَّملِ. أنت كما طلقةٍ إن خَرَجت لا تَعود إلى البندقيَّة؛ ليس كالبرقِ لَمعته واحِدَة، كالبحرِ في مدّه السَّرْمَدِيِّ كالموتِ في رفقةِ النّاس سِرَّاً وجَهْراً. تَكَلَّم! فلا شيء يَبقى إذا ارْتَحَل الموت منك إلى طفلةٍ بينَ بيْن؛ سواداً، بياضاً، فضاءْ. لكَ الشاطئ المُرْجَحِنُّ كما لمعةِ السّيفِ فاختَر طريقين، نَجْمَهُمَا في فضائِكْ. (2) أمَّا القراءات فسبعٌ وعشرٌ وأُخرى لغةٌ هذه لوحة الورد فيها تناسل أوردةً من شَفَق، وأخرى على راحة الكفِّ يَرتَجُّ فيها الكلام، لا تلتَمِس، لوحةً، لغةً، في بقايا من الرمل، قاب قوسين من الرِّيحِ. أخرى هنا، لاهبةً في البريد لنَجمٍ ونَجمْة، وأخرى، تُحوِّم أعلى من القمر المتدلِّي لعُشرَتِها. هي من شهقةِ القَمْحِ للماء، من ضحكةِ النهرِ حين يُفاجئه بالبياض السَّمكْ؛ بلونٍ سيعرفه العاشقون آناً، ويَعرفُهُمْ غائبينَ، جميلينَ في تمائمهم كاليمام. (3) الأرضُ تَرْتَجُّ، تَلفظ أَلغامها، قريباً من الأرجل الحافيَة. لا تَسِرْ كاليقين إذا زلزلت الأرض زلزالها، هكذا، هكذا كان سرب الظباء يسيرُ، على مهله للضفاف الظليلةِ، لكنّه، شافَ رغم الظلام الكُوَى؛ وعَيْناً، زوالاً، ورجلينِ عالقتين لأعلى من الجبل المُرتجفْ! لا تَسِر ففي الأمر سِرْ؛ للأرض رونَقُهَا حين يَبدُو الطريق أَلِيْفاً، ولكنَّها، على الرغم من مائِها والشَّجر، على الرغم من زهرةٍ عَانَقَت زَهْرَها، رغم ذهابِ، مجيءِ المحبِّين، على الرغم من ما أريق بها من نَبيذ؛ قاطعةٌ من خِلاَف. الخرطوم 2011/5/15 م