} قدم وزير الرياضة مشكورا من التنازلات ما يمكن اعتباره مقدمة منطقية لحل شامل لازمة الكرة السودانية لتجنيبها عقوبات الفيفا الظالمة وتلويحها غير القانوني باستخدام التجميد سلاحا للتركيع ونحسب ان الوزير سعى لاحتواء الازمة بعقلانية وحكمة من خلال القرارات الاخيرة والسماح لشداد وعدد من الاسماء بالرشح مجددا، ما كان ينعقد لهم هذا العقد الا باستخدام الوزير سلطاته المنصوص عليها في القانون وهى حق اصيل يمنحه عن طواعية ولا يفرضونه عليه كرها حتى لا يعتقد البعض ان الوزارة لانت للضغوط وركعت واستنابت من موقف ضعف. } بل يعتبر القرار في شكله القوي ما يشبه العفو عند المقدرة وفي جانب التعاطي الرشد مع القضية ما يؤكد ويعزز حكمة الوزارة وتغليبها للمصلحة العامة على المكاسب الشخصية والادعاءات الجوفاء التي لا تنظر ابعد من ارنبة الانف ولو قادت لحتف انف الوطن والكرة السودانية وابعدت الهلال والمنتخبات من مشوار الترقي في المنافسات الافريقية. } يبدو ان قرارات الوزير اتخذها بعد التداول والحكمة والعقلانية والنظر لمجمل الخريطة الوطنية بعيدا عن المواجد الشخصية واتوقع انه ابتلع المرارات لاتخاذها ولكنه اعلى من قيمة السودان ونظر للمصلحة العامة من زاوية الفائدة الكلية وليس بحثا عن بطولات وهمية كما يدعي شداد وهو يتباهى بالخطابات التي ترده من الفيفا وهي تحمل وجهة نظر واحدة ولا تتوفر فيها ادنى قواعد العدالة او السماع للاطراف الاخرى. } نجح شداد في استعداء الفيفا عل السودان وتحديدا تجاه المفوضية التي قبل في السابق قراراتها ودفع الرسوم التي حددتها وامتثل لكل ما صدر عنها ولكنه وجد هوى هذه المرة صادف غبنا من الفيفا على المفوضية كونه اختار مفردة عالية الحساسية لدى الفيفا عندما وصفها بالطرف الثالث والجسم السياسي وهى التي ظلت طوال السنوات الاخيرة تشرف على انتخابات شداد. } وجد شداد اكثر مما يريد والسبب عقلية الفيفا التي تتعامل بقسوة مع دول العالم الثالث والسبب تخاذل المجلس المنتخب بقيادة د. معتصم وعدم التحرك لانقاذ وفرض وحماية شرعية والتباطؤ في مخاطبة الفيفا التي كانت والى ايام تخاطب مجدي شمس الدين ولكن معتصم ومجدي لم يفطنا لهذه الزاوية حتى تحرك شداد وسحب البساط وحول مكاتبات الفيفا لشخصه والسبب عدم تحرك الضباط الفائزين في المساحات المتوفرة فشغرها شداد بذكاء. } لكن على شداد ألا يخونه الذكاء فيصوره ندا للوزارة والحكومة والسلطة والسيادة فهيبة الدولة التي تنازلت عنها طوعا لاجل المصلحة العامة لن تقبل التمادي في استفزاز السلطة وتنصل شداد وهرولته المتكررة باتجاه الفيفا ويمكن للوزارة ان تصدر قرارا بعزل شداد مستقبلا ولن تعدم المسوغات القانونية على الاقل بتكوين لجنة تحقيق لما ورد على لسان امين الخزينة السابق الاخ صلاح حسن سعيد. } لن تقبل الوزارة ان يدوس احد على هيبتها لا الفيفا او شداد او اي طرف محلي او دولي بعد ان قدمت ما فيه الكفاية لاجل المصلحة العامة التي كان يتباكى عليها ود الشيخ وشداد وغيرهما. } ولن تقبل قراراتها الاهانة ولو كان الثمن تجميد مشاركات السودان الخارجية بما فيها الاشراقة المتميزة للهلال الذي يعد واحدا من اقوى المرشحين للفوز بالكونفدرالية. } ونحسب ان الوزير ما كان له ان يتخذ القرارات الاخيرة التي تحمل بصمات التراجع لولا حرصه على استمرار الهلال في المنافسة. } ونعتقد ان الوزارة كانت ستمضي بصرامة في تطبيق القانون بلا استثناء لو كان الهلال بعيدا عن المنافسة. } لكن شداد نفسه بات في مازق كبير عل خلفية الرمزية التي حصل عليها من الفيفا وخلقت منه رمزا للنضال ومنحته اكثر مما كان يتوقع ولهذا لا نستغرب مناهضته لقرارات الوزير التي ترضي غروره بعد ان سعى قبل الازمة للاستثناء لنفسه فقط وغض الطرف عن مخالفة المادة المذكورة للنظام الاساسي للفيفا ولو سمحت له الوزارة سلفا بالترشح لما وصل الامر للفيفا كالعادة. } يتبع شداد المنهج الميكافيلي حيث الغاية تبرر الوسيلة ولكنه ما كان يتوقع ان تكون ردة فعل الفيفا كبيرة لهذا الحد بسبب تسميمه لافكارها وايغاره صدرها بالمعلومات غير الصحيحة عن الوزارة والمفوضية. } بات صعبا على شداد القبول بقرار الوزير حتى لا تتهمه الفيفا بالتضليل وتسخيرها لاعادته للترشح واستخدامها سلاحا لتركيع الارادة السودانية وهذا دونه خرط القتاد وصعب المنال. } ستتوالى الخطابات ومقاومة شداد ولكننا نحذره من غضب الحليم ونفاد صبر الوزارة التي ستكون مضطرة للدفاع عن نفسها والقانون والمفوضية وهيبة السودان والسيادة الوطنية والتراب الغالي ولن تتردد في استخدام السلاح العنيف والقوى المفرطة في الوقت المناسب لحماية جملة من المكتسبات وعلى عقلاء الرياضة والمقربين من شداد تقديم النصح له حتى لا يقوده الاندفاع للانتحار الرياضي.