وكان موضوع (بيوت محمية) فاتح شهية فقط لأمور وأقاويل وحقائق، تبدو هي في الأصل الوجبة الرئيسية لمائدة الزراعة في السودان، فكلما أغلقت باباً له، أنخلع برسالة أو تعقيب، باب جديد، ولا تتوقف الرياح، ولن نسدها أبوابه حتى نحقق ما غنته الإنقاذ في أول ثورتها المنفعلة، ( فلنأكل مما نزرع، ولنلبس مما نصنع) - حليل ناس محمد عبد الحليم والسادة الكرام - ليس لولائنا العاطفي تجاه أحوال ثباتها القديمة، ولكن لإيماننا أن خلاصنا من ذل الغلاء والفقر والسادة اللئام تجار المواسم وأثرياء البطون هو في الزراعة ومنتجاتها وملحقاتها - الثروة الحيوانية - أصل ثروات السودان وحقائق مطامع أعدائه القدماء، وقبل أيام وردتني رسالة عبر البريد من السادة (شركة الجداول للتنمية الزراعية المحدودة) تفيد إضافة في أمر بيوت الزراعة المحمية، وقد وعدت أن تكون هذه المساحة المتواضعة فداناً محمياً لزراعة كل ما يتعلق بالزراعة وبيوتها ومشاريعها وخريجيها و..الخ حتى نلقى معهم ما فيه فائدتنا، ونماؤنا. وما نما الى بريدي هو ما يلي: (تعليقاً على عمودكم بعنوان (غرفة عناية مكثفة في البدء نشكر لكم اهتمامكم بهذه المواضيع الهامة التي من سيماها الشفافية والوضوح والتفحص لحل المشاكل المتعلقة بها، تفادياً لعقبات ما لا تحمد عقباه، ثانياً: نحن شركة الجداول للتنمية الزراعية المحدودة شركة وطنية خالصة تقع في ولاية الخرطوم - محلية بحري - شمال شرق مدينة الكدرو، في أراضي مشروع السليت الزراعي شمال، تأسست الشركة من أجل نشر تقنية البيوت الزراعية المحمية المبردة وتعمل في نشاط تصنيع وتجميع وتركيب البيوت الزراعية المحمية المبردة في نجاحه بداية على مطابقة المواصفات الفنية للمنطقة التي يتم تنصيبه فيها وشركة الجداول من أوائل الشركات التي عملت في هذا المجال من أجل نشر تقنية البيوت الزراعية المحمية في البلاد لتوفير المنتجات الزراعية طوال العام لسد الفجوة الغذائية بالبلاد ومحاربة غلاء الأسعار فصممت نماذج قياسية بمصنعها القائم بموقع الشركة تتلاءم وطقس السودان، فكفاءة التبريد هي أساس نجاح البيت المحمي، كل هذا من الأسباب الذي أدت إلى نجاح أغلب المشاريع المنفذة من قبل الشركة في أغلب ولايات السودان :ولاية الخرطوم، ولاية الجزيرة، الولاية الشمالية، ولاية شمال كردفان، وولاية شمال دارفور بجانب اهتمام الشركة بمحور الزراعة داخل البيت المحمي من متابعة لجميع عمليات الزراعة التي من شأنها إنجاح البيت والخروج بإنتاج جيد، بجانب خدمات التدريب على عمليات الزراعة التي تقدمها الشركة لعملائها كخدمة مجانية للتأكد من نجاح جميع المشاريع المنفذة من قبلها، كل هذا بإشراف إدارتي الإنتاج الصناعي والإنتاج الزراعي والمتخصصين في المجال . لا نود أن نطيل ولكن مقالكم موضوع هذه الرسالة واهتمامكم بالموضوع أثار اهتمامنا بالكتابة لكم لتقفوا أكثر على تجاربنا الحقيقية لنشر تلكم التقنية مع إمكانية زيارة جميع المشاريع المنفذة من قبلنا والبالغة في إجماليها ما يقارب المئة وعشرين بيتاً للوقوف على طبيعة العمل التصنيعي والعمل الزراعي للبيوت الزراعية المحمية وقياسها بتجارب الآخرين حتى نتكامل سوياً للنهوض بهذه التقنية لسد الفجوة الغذائية بالبلاد ومحاربةً الغلاء الفاحش للأسعار.) حاتم عبدالرحمن مختار { وبغض (القلم) عن الكتابة عمنّ هو الأول في مجال إدخال تقنية الزراعة في البيوت المحمية، فكل يأتي بأوراق سنواته ومدخلاته وبذوره المستجلبة ليقول إنه الأول لا غيره، فإنها لا تفيد في إضافة محصول جديد ولم تنزل من جنيهات سعر الطماطم كسلعة مهمة وموسمية، قرشا واحدا. إذن فما الذي يجعلنا كمواطنين محتفلين بأعياد ميلاد أول سنة بيت محمي؟! ما الذي يحفزنا لتناول ناضج ثمار الكلام الطاعم من أفواه كل الشركات العاملة في هذا المجال، فبحسب أبحاثي واستطلاعاتي، فإن معظم هذه الأرقام لبيوت الزراعة المحمية هي لأفراد وشركات خاصة لتوفير الخضر لها ولأسواقها الخاصة، وللتصدير الذي يعنيها ويدخل الى خزانتها المصرفية أرباحا خيالية - وهذا رجاءً لا يغالطني فيه أحد - إن أمر البيوت الزراعية التي تشرع الآن وزارة الزراعة الاتحادية - والولائية - في تمليكها للولايات لذات الغرض الذي ختم به المهندس (حاتم عبد الرحمن) رسالته إنما تواجه بعدة مشاكل أولها هو إجابة السؤال الحقيقي حول ما هي المواصفات المثالية أو المطلوبة لقيام بيت زراعة محمي ؟! كم من المساحة يحتاج ومن التوصيلات والمياه ونسبة ملوحتها؟ وكيفية التعامل مع طبيعة جغرافيا السودان؟! كل هذه الأسئلة وغيرها مستصحبة مع حقيقة أن البيوت المحمية تجارب نجحت في كل الدول العربية القريبة منا في سد حاجة السوق المحلي والأقليمي، بل ونجحت في استزراع محاصيل وأصناف خضرية لم تكن واردة في قائمة الغذاء المحلي لتلك الدول. لكن هل تنفع مسطرة النقل المتماثل في تحقيق النجاح الكبير هناك بذات الكفاءة والإنتاج؟! إنه يضاف الى صفحة الأسئلة التي تستند على باب آخر سيفتح عمّا قريب، علّ ريحه تكون كطيب قميص يوسف الصديق!