كل الوحوش .. كشرت عن أنيابها، لنهش جيوب الناس في العيد! بعض غيلان السوق كانوا في المقدمة، فالأسعار حين تتدلل مع المواسم، تكون المسألة مفهومة، لكنها حين تحلق في الفضاء المستعصي، فالأمر يتحول لابتزاز .. واستغلال نكره أن تقع فيه جيوب الخلق ! لكن جنون السوق، يمكن ترويضه بفعل المنافسة، فالأشياء الغالية تصد النفوس عن شرائها، فيجد آخرون الفرصة للبيع، والربح المعقول، عن طريق تبريد الحرارة السعرية، والبيع بالأسعار المنطقية، التي تجعل المشتري يحس بأنه لم يُستكرد، وتتيح للبائع أن يبيع، بدلا من أن يبل بضاعته .. ويشربها !! السوق له آلياته، خصوصا في الأجواء المعافاة، وأكثر ما يفرمل الهستريا التي قد تجتاحه، هو إحجام الناس عن شراء الغالي. أما المشكلة الكبرى، فتكون حين تصبح المسألة مقننة، حيث تشتري بالسعر (المقرر)، وإن لم يعجبك الأمر .. اشرب هنيئا مريئا .. من البحر !! من ذلك ما قررته بالأمس الغرفة القومية للنقل، بزيادة أسعار التذاكر للبصات السفرية .. بنسبة ثلاثين بالمائة .. خلال الأيام الثلاثة التي تسبق العيد ! بصراحة .. لا أعرف أعداد المسافرين لقضاء العيد بين أهلهم وذويهم قبيل العيد، لكنهم لن يكونوا بأقل من 20 بالمائة من سكان العاصمة .. وهذا يعني أن هناك غولأ آخر كشر أنيابه للغنيمة العيدية، ليخرج بصيد سمين وثمين، من جيوب الناس .. دون ترك خيار لهم للإقناع والمجادلة ! الذريعة لهذا (الخمش) من الجيوب، هو أن الغرفة التي يبدو أنها صاحبة القرار الفصل قررت الزيادة، لتحفيز أصحاب البصات .. التي تعود فارغة من الركاب في الأيام الأخيرة. أصحاب البصات على العين والرأس .. ونحن لا نريد لهم الخسارة .. رغم أنهم يربحون الكثير طوال العام .. دون أن يسألهم أحد. لكن المشكلة أن (التحفيز) لم يتم من ميزانية الغرفة، لكنه أتى من جيوب الناس .. الذين لا ذنب لهم، سوى أنهم يريدون قضاء العيد مع أهلهم وذويهم ! والله .. كنت سأفرح كثيرا، لو أن قرارا حكوميا .. مركزيا أو ولائيا، صدر لتتكفل الجهات الرسمية بال 30%، وهي تكلفة مؤقتة، ومحدودة بثلاثة أيام لا غير، ولن تجعل الحكومة تعلن التفليسة، في حين أنها زيادة مرهقة للباحثين عن عيد دافئ ومتواضع وبسيط .. مع الأهل والأقارب خارج العاصمة !! ولأن السلطات لا تبادر، فهي مشغولة ومزحومة، يبقى العتب على (الغرفة)، فلو كانت شاطرة، لسعت كي تدفع السلطات (المشغولة) مبلغ ال 30% .. بدلا من انضمام غرفتنا العزيزة لناهشي جيوب الناس .. في العيد السعيد !