العيد أهل.. حقيقة يؤكدها ازدحام الميناء البري بجموع المسافرين الذين يتعجل كل منهم السفر لمسقط رأسه بالولايات ليصل «أهله» رحماً، والذين ما فارقهم لأشهر متطاولة الا مجبرا بسبب عمله بالخرطوم، لذا فإنه أحرص ما يكون على قضاء عطلة عيد الفطر المبارك وسطهم متقاسما مع انداده متعة الطواف وتوزيع تهانئ العيد على بيوت الأهل والحلة يسبقه «الشوق» قبل العينين! والشوق هذا هو ما دفع ذاك «المشتاق» لعدم الاحتجاج على ارتفاع سعر تعرفة تذكرة البصات بنسبة 30% دفعاً منه لهذه الزيادة عن يد وهو صاغر، حتى إذا ما وجدت بعض المواطنين يشتكون لصحيفة «السوداني» قائلين: «التذاكر التي تباع في السوق الأسود أكثر من التي تباع عبر مكاتب الحجز». حتى اذا ما تنبهت لحقيقة أن هذه الزيادات التي تلحق بالتذاكر لا تتم عادة الا في الايام القليلة التي تسبق عطلة العيد وجدتني اتمتم قائلة: اليس مما يدعو للريبة والشك ان زيادة تعرفة البصات بنسبة 30% قد تمت فيما نحن في العشر الاواخر من رمضان الخير و«المرحمة» استغلالا لنقطة ضعف مواطن الولايات والمتمثلة في رغبته العارمة في قضاء العيد باحضان اهله الشيء الذي يجعله على استعداد لشراء تذكرة البص الذي يوصله ولو تمت زيادة تسعيرتها بنسبة 100% ناهيك عن ال 30% التي طالب بيان اصدره اتحاد غرف النقل ب«العمل بها ابتداء من الثلاثاء «27» رمضان وحتى يوم الجمعة».. لذا ما أن عرفت ان تعرفة البصات ستعود للفئات العادية خلال ايام العيد دون أية زيادة رددت قائلة باستياء بالغ: ابتزاز ال «مشتاق» ب «تعرفة» البصات! ولكنني حينما قرأت توضيح المدير الإداري للميناء البري والذي ادلى به لصحيفة «الأحداث» والذي قال فيه إن هذه الزيادة هي عبارة عن تشجيع وترغيب لاصحاب البصات السفرية للعودة وعدم التكاسل بحجة أنهم في الغالب يعودون من دون ركاب او بعدد بسيط منهم، حتى اذا ما واصل مدير الميناء البري توضيحه قائلاً «ان هذه الزيادة تتم بموجب قرار من وحدة النقل التابعة لوزارة النقل والبترول» وجدتني اغمغم قائلة: أليس أجدى بوزارة «النفط» وفيما هي في قمة نشوتها احتفالا بعيدها النفطي أن تبادر ب«تحمل» تكلفة زيادة تعرفة البصات الطارئة في الاعياد نيابة عن مواطني الولايات المكسور ظهر ميزانيتهم تحت عبء معيشة الخرطوم الغالية والايجار المرتفع لمنازلها حتى اذا ما «نقنق» احدنا بوجههم قائلاً: ما بال هؤلاء يملأون علينا الارض ضجة وضجيجاً احتفالاً بعيد نفطهم الذي لم نسمع له حساً او يترك علينا أثراً؟! أجابه المعني بالأمر: حسبنا «عيديتنا» تلك التي حللنا بها دون تعريض ذاك «المشتاق» لابتزاز «تعرفة» البصات». علما بأنني حينما علمت أن زيادة التعرفة هذه قد طالت كل الولايات ما عدا ولاية البحر الأحمر وجدتني اغمغم قائلة: ترى هل تصدير «النفط» عبر ميناء بورتسودان هو سبب استثنائهم «أهل» ولاية البحر الاحمر من ابتزازهم لذا ال «مشتاق» الذي نحمله عنا في العيد امانة تبليغ «الأهل» بكل ولايات السودان قولة: كل سنة وانتو طيبين!. ٭ بصمة خشمة!! ابتزاز ال «مشتاق» ب«تعرفة» البصات! هذا العمود والذي كتبته قبل عدة سنوات والذي ضل طريقه للنشر في النسخة الورقية للعزيزة صحيفة «السوداني» هأنذا أنشره بصمة خشمه!!. وعليكم الله شنو الما بخليني أنشره متل ما يا هو دونما اقوم بتغيير ولو شولة فيه، اذا ما كان كل عيد المناظر هي ذاتا والصور ونفس المشاهد من ارتفاع لسعر تعرفة تذكرة البصات بنسبة 30% ومعاناة اهل الولايات من هذه الزيادة ومحاولة المسؤولين تبرير هذه الزيادة. ولأهل الولايات هؤلاء وعلى ضوء انتباهتي لحقيقة أنه نحنا شوية ايها السودانيين أسألك اللهم ان تتقبل تضرعي ودعوتي لك بحنان ومحنة وحنية ام درمانية قائلة: أسألك يا ربي يا سيدي ببركة شهرك الكريم رمضان أن تحفظ عبادك وإماءك من السودانيين بالولايات في سفرهم، وان توصلهم لاهلهم سالمين وترجعهم لخرطومنا الحبيبة تامين.