فُجعت عقب إطلاعي على تفاصيل ما دار في اللقاء التفاكري لتقويم أساليب عرض الخضروات واللحوم والألبان بولاية الخرطوم الذي عقد مؤخراً وتحدث فيه كل من البروفيسور عمر محمد صالح رئيس اللجنة الفنية للتعبئة والتغليف بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، والأستاذ عبد المنعم الياس مدير إدارة توكيد الجودة بالهيئة، وآخرين شاركوا في اللقاء. ولا يخالجني أدنى شك بأن عدداً لا بأس به من القراء سوف يصاب بالفجيعة أيضاً عقب قراءة هذا المقال، وسوف يهيلون حفنات من التراب في الهواء مرددين: «الكترابة» وأخواتها من شاكلة «الترابة تكيلنا» وذلك لفداحة الفجيعة والمصاب في صحة جماهير المستهلكين للخضر والفاكهة والألبان واللحوم في أسواق محليات ولاية الخرطوم السبع خاصة السوق المركزي بالخرطوم. ٭ سأوجز هنا المعلومات الخطيرة التي أدلى بها كل من عمر محمد صالح وعبد المنعم الياس وآخرين وأصابتنا بالفجيعة، وهي: 1 - انتشار التلف والتلوث في أسواق الخضر والفاكهة واللحوم والألبان بولاية الخرطوم. 2 - انعدام تغليف وتعبئة المنتجات. 3 - عدم إنفاذ المواصفات الخاصة بعرض وتسويق المنتجات. 4 - الأسواق تفتقد التفتيش مما يتطلّب القيام بمعالجات قبل انتشار الأمراض بالبلاد. 5 - عدم إلزام التجار بتطبيق المواصفات الصحية. 6 - عدم اتخاذ رقابة تنفيذية على الأسواق. 7 - نسبة 40% من الإنتاج تذهب إلى سلة المهملات «براميل ومكبات الزبالة» بالأسواق بسبب سوء الحفظ والتخزين والعرض. 8 - السوق المركزي بالخرطوم أصبح حاله يغني عن السؤال. 9 -خطورة تعبئة الزيوت في العبوات البلاستيكية المستعملة. 10 - عرض المنتجات يتم في الأسواق على الأرض وقرب المجاري ودورات المياه. 11 - احصائيات الأمراض الباطنية سجّل فيها السودان أعلى المعدلات في المنطقة العربية. 12 - الخضروات تتم تعبئتها في جوالات الأسمدة مما يؤدي إلى إصابة المستهلكين بحالات تسمم طارئة. 13 - الصفائح والجوالات المستعملة كعبوات غير مصرح بها وتؤثر على مدة صلاحية المنتج وتؤدي إلى خسائر اقتصادية للدولة. 14 - إلقاء الأوساخ خلف الأسواق المركزية يؤدي إلى انتقال الحشرات والآفات إلى الأسواق. 15- تنقل القطط والكلاب الكثير من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان من خلال كتل الأخشاب المستعملة لتكسير اللحوم بالجزارات في تلك الأسواق. 16 - وجود مهن متعددة في موقع واحد بالأسواق يتسبب في تلويث البيئة بالآفات والأمراض. 17 - تردي الأوضاع بالأسواق وافتقاد التنظيم سببه انعدام التنسيق بين الجهات المعنية وتضارب القوانين بين عدة جهات. 18 -غياب دور ضباط الصحة بالأسواق. 19 - قانون الصحة الذي شُرع في عام 1975م غير مواكب وغير رادع وينبغى تعديله. 20 - عدم وجود نيابة لحماية المستهلك في كل محلية يتسبب في غياب المتابعة وعدم القيام بحملات توعية بين المواطنين في الأسواق والأحياء السكنية. 21 - عدم فصل أسواق التوريد عن الأسواق التي يتم فيها العرض للجمهور يؤدي إلى الزحام والتلوث. 22 - سوء تخطيط الأسواق أدى إلى أوضاعها الحالية والتغليف للمنتجات من أهم الأسباب التي أقعدت تصدير الخضر والفاكهة من السودان وأوجدت فواقد عالية للمنتجات السودانية. 24 - عدم انشاء أسواق جديدة بمواصفات حديثة صحياً وبيئياً يؤدي إلى استفحال الأوضاع المتردية حالياً. 25 - الأسواق الحالية أصبحت بؤرة للملوثات والبكتريا والفطريات. 26 - غياب مجالس الرقابة بالأسواق وغياب تدريب العاملين فيها وغياب تنفيذ تصاميم ونماذج جديدة للأسواق في محليات ولاية الخرطوم يساهم في استمرار الفشل في تنظيم الأسواق وعدم انفاذ المواصفات والمقاييس المطلوبة. أمام أنظار المسؤولين وجهات الاختصاص. 26 مصيبة متغلغلة الآن في أسواقنا بولاية الخرطوم، فماذا هم فاعلون؟؟! إن التشخيص وضع المجهر على الداء وهو الخطوة المهمة، لكن الخطوة الأكثر أهمية تبدأ بتفكيك مكامن الداء من جذورها واستئصالها نهائياً على وجه السرعة وليس التراخي. عشرات السنين بفعل الروتين وغياب التنسيق بين جهات الاختصاص، علماً بأن الفواجع المذكورة هنا تصيب كلها صحة المواطن في مقتل.