تتجه الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بالتنسيق مع محليات ولاية الخرطوم السبع إلى إنفاذ المواصفة الخاصة بأسواق الخضر والفاكهة وعرض وتسويق اللحوم والألبان والتي يلتزم خلالها التجار بالأسواق، وتغليف وتعبئة المنتجات للحد من التلف والتلوث. وشدّد رئيس اللجنة الفنية للتعبئة والتغليف بروفيسور عمر محمد صالح على ضرورة الزام التجار بتطبيق المواصفات الصحية واتخاذ رقابة تنفيذية. وقال إن الأسواق تفتقد التفتيش مما يتطلّب الالتفات والعمل على معالجات أخرى قبل أن تنتشر الأمراض بالبلاد، واستعرض مدير إدارة توكيد الجودة بالهيئة عبدالمنعم الياس جملة من المخالفات الصحية بأسواق الولاية في ظل غياب الرقابة والمواصفة اللازمة وقال إن (40%) من الإنتاج يذهب إلى سلة المهملات بالأسواق بسبب سوء الحفظ والتخزين والعرض، مشيراً إلى أن الهيئة ستجد مواصفات أيضاً لعرض الألبان واللحوم حتى لا تتلف وتتعرّض للتلوث. وأضاف بأن السوق المركزي بالخرطوم أصبح حاله يغني عن السؤال وأشار إلى خطورة تعبئة الزيوت في العبوات البلاستكية المستعملة بجانب العرض على الأرض بالأسواق قرب المجاري ودورات المياه، وكشف في اللقاء التفاكري لتقويم وتقييم أساليب عرض الخضروات واللحوم والألبان بالولاية، وأن احصائيات أمراض الباطنية سجل فيها السودان أعلى معدلات في المنطقة العربية. وأوضح أن الخُضر يتم تعبئتها في جوالات الأسمدة مما يتسبب في إصابات المستهلكين بحالات تسمم طارئة. واعتبر أن الصفائح والجوالات عبوات غير مصرّح بها وتؤثر على مدة صلاحية المنتج وتؤدي إلى خسائر اقتصادية للدولة، وشدّد على ضرورة منع رمي الأوساخ خلف الأسواق المركزية ومما تؤدي إلى انتقال الحشرات والآفات إلى الأسواق. ووجود مهن متعددة في موقع واحد، مبيناً أن كُتل الأخشاب المستعملة لتكسير اللحوم بالجزارات تنقل من خلالها القطط والكلاب الكثير من الأمراض التي أصبحت مشتركة بين الحيوان والإنسان. ومن جانبها أبدت جمعية حماية المستهلك أستياءها من تردي الأسواق وافتقادها للتنظيم، وقال الطاهر بكري إن الواقع ردئ وضار بصحة المواطن واقتصاد البلد، وأرجع هذا الوضع إلى انعدام التنسيق مع الجهات وتضارب القوانين من قبل عدة جهات، وطالب بتفعيل دور ضابط الصحة بالأسواق وتعديل قانون الصحة الذي شُرع منذ 1975م وقال ينبغي أن تكون القوانين رادعة وانشاء نيابة لحماية المستهلك في كل محلية مع استمرار المتابعة وإيجاد توعية في الأسواق والأحياء، ودعا إلى فصل أسواق التوريد من السوق العرضي تجنباً للزحام والتلوث. واعتبر التاج الأمين من المؤسسة التعاونية لإنتاج وتصدير الخُضر أن الأسواق مخططة أصلاً لتكون بهذه الصورة المتردية داعياً إلى ترقيتها صحياً مع تثقيف المستهلكين والتجار بأساليب العرض والتسويق الجيدة. وأشار المشاركون في الملتقى التفاكري الذي نظمته الهيئة أن أحد أهم الأسباب التي أقعدت تصدير الخضر من السودان، العرض الردئ بالسوق وانعدام التعبئة والتغليف للمنتجات مما أوجد فواقد عالية للمنتج، ونوّهوا إلى أن المسألة مستفحلة ومتطورة مما يتطلب تنظيم الأسواق وإنشاء أسواقاً جديدة تُطبّق فيها المواصفات. ونادى عدد منهم إلى قيام مجالس للرقابة بالأسواق وتدريب العاملين بها وتصميم نماذج جديدة للأسواق تنفّذ في المحليات. وقالوا إن هذه الأسواق أصبحت بؤرة للملوثات والفطريات والبكتريا بسبب الممارسات الخاطئة للتجار بعدم إنفاذ التوصيات، حتى يتسنى إنشاء أسواقاً حضارية تتوافق مع العاصمة وتشابه الدول التي من حولنا.