{ من مشاهد (الخدعة الأخيرة) للحركة الشعبية على ذقون أبناء الشمال الذين يمثلهم (المؤتمر الوطني) في سباق الوحدة والانفصال، ما يردده هذه الأيام بعض قياداتها وعلى رأسهم السيد «لوكا بيونق» حول تقديم حوافز للشمال في حالة الانفصال..! { «لوكا بيونق» يغرينا بنسبة (محدودة) من البترول وكأنّه يفاوض حفنة من (السماسرة) الصغار، ولا يفاوض شعباً كريماً عزيزاً.. ظلَّ بخصاله الفريدة وكرمه الفياض يقتسم (اللقمة) ويعتز بفقره، وما زال، قبل أكثر من أربعين عاماً من اكتشاف بترول «أبيي» و«الوحدة» و«أعالي النيل» في نهايات عقد التسعينات!! { هل كان السودانيون جوعى يا «لوكا بيونق» منذ العام 1956م، تاريخ استقلال البلاد، وحتى العام 1999م، تاريخ تصدير أول شحنة صغيرة من النفط..؟! بالعكس، يعتقد الكثير من السودانيين أنهم ما جاعوا وما تكاثرت عليهم المصائب والحروب وحركات الانفصال إلا بعد تفجُّر البترول، لتتفجَّر بعده الدماء أكثر في الجنوب، وفي دارفور..!! { الشعب السوداني الذي أنجبك وعلَّمك يا سيد «لوكا» لا ينتظر منحة من «الحركة الشعبية».. «خمسين ألف برميل من النفط».. أكثر أو أقل..!! لكنه ينتظر منكم أن تتحلُّوا بالقليل من الوطنية والمسؤولية.. ينتظر منكم أن تراعوا مصالح رعاياكم من فقراء «الدينكا» و«الشلك» و«النوير» الاستوائيين، قبل أن تراعوا مصالح «يوري موسفيني» ونظامه العسكري المتآمر في أوغندا..! { يحدثنا «لوكا بيونق»، وهو في الحقيقة يحدث البعض من قادة (المؤتمر الوطني)، بأن حكومة الجنوب بعد الانفصال ستعمل على الحفاظ على أمن (الشمال) وعدم المساس به، وستعمل على تنسيق المواقف في المحافل الإقليمية والدولية، ولن تسمح باستقبال المعارضات ضد الشمال.. ولن... ولن... !! { ويحدثنا قادة الحركة أيضاً عن مقترحهم باستمرار العمل بخط أنابيب البترول إلى بورتسودان... و...! { هذه آخر فصول (خدعة) الحركة الشعبية الأخيرة لقيادة (المؤتمر الوطني) وكيل الشمال في مفاوضات ما قبل الاستفتاء..!! { هذا ما يقوله «لوكا» وآخرون في «الخرطوم»و«أديس أبابا».. أمّا ما يقوله «كستيلو قرنق»، المستشار الاقتصادي لرئيس حكومة الجنوب، على صفحات الجرائد الكينية، فلا علاقة له بأحاجي وأكاذيب «لوكا» وصحبه في «الخرطوم» وأديس»..! { فالسيد «كستيلو»، الذي ظل يعيش في ألمانيا لسنوات طويلة قبل أن يصبح مستشاراً للراحل «جون قرنق دي مبيور» ومن بعده مستشاراً لخلفه «سلفاكير»، يعلن عبر الصحافة الكينية انطلاقة العمل في بناء خط السكة الحديد.. بين «جوبا» و«أوغندا» قبل نهاية هذا العام.. أي قبل موعد الاستفتاء المضروب. { وهذا المستشار الذي يعشق أيضاً وضع (القبعة) على رأسه، شأنه شأن رئيسه «سلفا كير»، لم يأتِ يوماً إلى الخرطوم، ليحدثنا ولو كذباً عن مشروع لربط «كوستي» ب «جوبا» أو حتى «ملكال» عبر خط مماثل للسكة الحديد. { والخدعة الأخيرة تهدف إلى (تخدير) عباقرة (المؤتمر الوطني) ومفاوضيه (الأذكياء) إلى حين قيام الاستفتاء، ثم من بعد ذلك ستكشف الأيام عن خطة الدولة الجنوبية الجديدة ل (قلقلة) الشمال بتفجير الحدود وتصدير الثورات والحركات الإضافية إلى دارفور.. وقد بدأت الخطة فعلاً باستدعاء «مناوي» والتنسيق مع «خليل». { المسألة ليست طمعاً في براميل نفط.. يا سيد «لوكا»، ولكنها بلادنا التي تسلمناها واحدة .. موحَّدة من يدي «الأزهري الزعيم» ولن نقبل بقسمتها لصالح «جنرالات» كمبالا.. وعملائهم في الجيش الشعبي (لتمزيق السودان).