{ التشدد الذي أبداه المجلس القومي للأدوية والسموم حيال عدد من أجهزة الإعلام التي تروج لإعلانات الأدوية والمستحضرات الصيدلانية دون استشارة المجلس مما يعرضها للمسألة القانونية وعقوبة تصل لستة أشهر سجناً؛ يجعلني أطالب الإخوة في جمعية حماية المستهلك السوداني أن يتسع نشاطهم الى أبعد مدى يشمل في داخله ما يقدم لأذن وعين المشاهد السوداني من خلال الأجهزة حداً ربما هو أخطر على النفس البشرية من تناول بسكويت منتهي الصلاحية أو شرب عصير مخزن في ظروف غير صحية لأننا بصراحة لم نعد ندري من هو بالضبط المسؤول الأول عن بعض ما يدخل بيوتنا دون استئذان من أصوات ضعيفة وكلمات ركيكة وألحان هايفة، ولعلي هنا استحضر حديث الأستاذ الإعلامي علم الدين حامد الذي طالب بضرورة أن تكون هناك لجنة للنصوص والألحان تغربل أي عمل فني قبل أن يجد فرصته في البث والاستماع، وذات المناشدة كررها البروفيسور الشاعر السر دوليب وهو يقول عبر استضافة من داخل النيل الأزرق إنه لا ينبغي أن تسير الأمور كما هي عليه والفنان يستطيع أن يدخل الى حوش الإذاعة أو التلفزيون ويقدم ما يقدم من خلال الاستضافة التي أُتيحت له وهذا أمر كان لا يحدث إطلاقاً أيام أن كان للإذاعة والتلفزيون لجان لإجازة اللحن والنص. وبالتالي فإنني أحسب أن الأجهزة الإعلامية، وخاصةً الفضائيات، مسؤولة مسؤولية مباشرة عن التردي في المنتوج الفني ومسؤولة بصفة خاصة عن هيافة بعض الأعمال الفنية وتتحمل وزر الترويج لها، لأنني والله كثيراً ما أشاهد نماذج لفنانين وفنانات لا يملكون الصوت الجيد لأنه الجميل والمتفرد دي بعيدة عن إمكانياتهم ولا حتى الأداء الذي يجذبك للاستماع اليهم، والمصيبة أن الكلمات التي يلوكونها غاية في التواضع والفراغ في المضمون، ليبرز السؤال الصعب إذن على أي أساس ظهر هؤلاء وعلى أي مرتكز وحجة أُتيحت لهم فرصة الظهور في برامج مدتها ساعة أو أكثر؟ ولمصلحة من محاولة تلميعهم وفرضهم على المستمع السوداني؟ نعم في هذه الحالة نحن محتاجون لجمعية حماية المستمع السوداني لتكون هي لسان حال المتسائلين عن مصير الإرث الغنائي السوداني الذي لا يجد حظه من الذيوع ولتكون لسان حال الشباب أصحاب الموهبة الحقيقية الذين لا يجدون الفرص ولا المساحة، ليس لأنهم لا يستحقونها ولكن لأنهم لا يجيدون فن العلاقات العامة أو لديهم أرقام هواتف مديري البرامج والمنتجين والمخرجين. ويا حبذا لو أن هذه الجمعية وجدت لها رئيساً على شاكلة المحامي المصري المشهور «نبيه الوحش» الذي لا تفوت عليه شاردة أو واردة إلا ورفع فيها قضية إنابةً عن الحق العام وأثار حولها ردود أفعال. فمن يشبه الوحش ليقول هاانذا!! كلمة عزيزة { نحن مشكلتنا الكبيرة أننا لا نشعر بقيمة المبدعين والعظماء بيننا إلا بعد رحيلهم لنبدأ موالاً من التعازي بأن فلان كان مبدعاً وكان فناناً وكان يجب أن يُكرم، وفي ذلك نماذج كثيرة لمبدعين كانوا بيننا ومضوا دون أن يجدوا التكريم اللازم. وبهذا الفهم أدعو وزارة الثقافة والإعلام أن تعمل على الترتيب لتكريم البلابل «حياة وآمال وهادية» لأنهن من رائدات الفن السوداني اللائي أرَّخن لتجربة فنية ثلاثية الأضلاع لا شبيه لها أفريقياً ولا عربياً وهن لازلن في قمة العطاء وقمة التألق. وصدقوني أمثال البلابل تفتح لهن صالة كبار الزوار في المطارات لأنهن سفيرات بحق للفن السوداني الأصيل الذي لا يذوب ولا ينزوي ولا يتبخر.. فهل تسمعني اخي السموأل! كلمة أعز { لازال السؤال قائماً: أين إسراء عادل؟ وهل اقتطفت زهرة إبداعها، قبل أن تتفتح، الأيادي الخفية؟!