الأهرام اليوم- نادية محمد علي الندوة التي أعدها رواق الطفل بمؤسسة أروقة للثقافة والعلوم الخميس الماضي ضجت بالحضور من الجنسين من العاملين بمجال الثقافة وقدمت الروائية بثينة خضر مكي الورقة الرئيسة التي دارت حولها مناقشات الحضور وتخص مسألة إدخال التراث بأشكاله المتداولة في برامج تعليم الأطفال بمرحلة الروضة والأساس، د. بثينة ارتكزت في ورقتها على دور التراث المحلي سواء أكان غناء، أم أزياء، وحلى، وأحاجي، وحكايات في تكوين الشخصية القومية التي تُسهم في بناء الوطن خاصة الأمثال الشعبية والدوبيت والمسادير. فمن المهم أن يعرف أطفال السودان ثقافات بلادهم المختلفة على أن تشكّل بدرجة متساوية المنهج التربوي الأكاديمي ودعت لتوظيف إدخال التراث القومي بطرق شاملة تغطي كل الكيانات الإثنية بالبلاء ورأت أن شعار «الحكامات» و«الهدّاي» ومحاكم الجودية أشكال شعبية ابتدعتها المجتمعات في مناطق الصراعات القبلية لإرساء قيمة التعايش السلمي ويجب نشرها للأطفال لتعريفهم بقيمة السلام الاجتماعي. الأستاذة آمال سراج عقّبت على الورقة بأن ملامح المجتمع السوداني تغيرت بفعل الثقافة «الصينية» التي انتجت «الجلابية» الزي القومي وطالبت بإعادة الحياة للجمعيات الأدبية في المدارس وليالي السمر والرسم والتلوين، وأن تحافظ الأمهات على تاريخ الأمة عبر السرد والحكاوي والبحث عن «بطل» يُعمِل ملامح سودانية لنقدمه للأطفال لأن (مهند) التركي وشخصيات (باب الحارة) السورية لن تمثّل الهوية السودانية. ونادت المسؤولين عن التعليم بإرسال أطفال الرياض والأساس إلى «سد مروي» وقبله البجراوية والمتاحف القومية والأسواق الشعبية لربطهم بتاريخهم وليس بالضرورة كما نرى. الأستاذة مشاعر عبد الكريم رأت أن يكون ربط الأطفال بالتراث عبر «المنقولات» إذ نرى أنه يجب تربيتهم على القيم الموروثة ونوّهت إلى تجربة قناة الشروق في «عولمة» حكاوي الحبوبات كنمط تربوي في برنامج قطار الزهور. مدير مركز ثقافة الطفل الأستاذ أحمد موسى أشار إلى أن مشكلة «الجنوب» كان من السهل حلها إن إتبعنا النهج التعليمي الذي نادى به الشاعر يوسف «التني» وهو يقول (منقو قل لاعاش من يفصلنا.. ها هو النيل الذي أرضعنا) وذكر محمد الجيلاني الباحث في اليونسكو بأن إدخال التراث في المنهج التعليمي يتطلب قيام مركز دراسات مشترك لثقافات السودان لتجميع التراث القومي والخروج بتراث مشترك، وتساءل عن إمكانية توفُّر العقل الوطني الذي ينتج المعرفة، وهل تحتمل المناهج التعليمية حوالي 70 لغة محلية في شتى أنحاء السودان لكل منها ثقافة مختلفة؟ بنهاية الندوة اتفق الحضور على أهمية إدخال التراث الشعبي في تعليم الأطفال رغم اشكالات التنفيذ.