وعد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بالالتزام بتطبيق اتفاقية السلام الشامل دون «تبديل أو نقص» حتى مراحلها الأخيرة وإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير لأبناء الجنوب، وتعهد بتجاوز المرحلة الأخيرة من عمر الاتفاقية بذات الصدق والثقة. وأكد الرئيس التزام الحكومة التام بالاتفاقية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الشامل في المرحلة الحالية التي وصفها بالمهمة في تاريخ السودان، وجدد رغبة الحكومة في تحقيق الوحدة الطوعية بين الشمال والجنوب، وقطع بالالتزام باحترام إرادة الجنوبيين وقرارهم بشروط حددها في أن يجري الاستفتاء بشفافية ونزاهة وحرية. وقال البشير أثناء مخاطبته المؤتمر الوزاري الخامس لمنظمة المؤتمر الإسلامي حول الأمن الغذائي بقاعة الصداقة أمس (الخميس)، إن العالم الحالي للتجمعات السياسية والاقتصادية الكبرى لا مكان فيه للضعيف والفقير والمنعزل، إلا أنه أكد أن عناصر النجاح لا تتوفر لكل تلك التجمعات بقدر ما تتوفر لمنظمة المؤتمر الإسلامي لكونها تجتمع تحت راية الدين، ونبّه الى أن العالم يواجه العديد من المشكلات والأزمات في نقص الغذاء الخانق والطاقة والأزمة المالية العالمية وموجات الجفاف والركود الاقتصادي وارتفاع أسعار البترول، وحذر من استمرار أزمة الغذاء على البشرية وتأثر (9) مليارات نسمة في العام 2050م. ودعا البشير لوضع الخطط الإستراتيجية والإرادة النافذة لمواجهة الأزمة الغذائية التي قال إنها ليست طارئة بل مستمرة ومتواصلة التحديات، وأشار لمعانة (1.02) مليار نسمة من أزمة الغذاء معظمهم في العالم الإسلامي. ووجه الرئيس المشاركين في المؤتمر بتبني سياسة خاصة بالزراعة والأمن الغذائي والتنمية الريفية واستغلال الأراضي الزراعية وتوفير فرص العمل ومكافحة الفقر والبطالة وتأمين الغذاء لسكان دول المنظمة. ودعا البشير المؤتمر لتقديم توصية للقمة الإسلامية الثانية عشرة التي ستعقد بشرم الشيخ مارس 2011م لإنشاء «اللجنة الدائمة للتنمية الزراعية والأمن الغذائي» وأعلن عن استعداد السودان لاستضافة المقر الدائم للجنة وتقديم الدعم لتمكينها من أداء دورها، ودعا الدول الإسلامية للمشاركة في صندوق محاصيل للاستثمار الزراعي في موارد السودان الزراعية الذي أنشأته شركة سكر كنانة ومجموعة بيلتون المالية المصرية برعاية من حكومتيْ الدولتين لتحقيق الأمن الغذائي. ونبه رئيس الجمهورية الى أن السودان مرشح ضمن أربع دول يعوّل عليها حل أزمة الغذاء في العالم، وأعلن عن إعطاء الأولوية والميزانيات التفضيلية لدول العالم الإسلامي للاستفادة من ثروات السودان الزراعية لتحقيق النماء الزراعي والأمن الغذائي. في الأثناء كشف وزير الزراعة د. عبد الحليم المتعافي عن ضعف في القطاع الزراعي أدى الى انخفاض حجم الاستثمار والتمويل، ونبه الى أن الاستثمارات من الأقطار الأخرى لم تكن في وضع جيد بسبب سيادة النمط التقليدي للزراعة وأن الأزمات المالية أثرت في دعم أسعار السلع الغذائية ومدخلات الإنتاج وأدت الى تخلف نسبي في القطاع الزراعي. وكشف المتعافي في كلمته أمام مؤتمر الأمن الغذائي عن أن السودان لم يستغل سوى 18% من أصل (8)ملايين هكتار، بجانب عدم استغلاله (36) مترا مكعبا من المياه الجوفية. ودعا وزير الزراعة الدول المشاركة للتوجه للقطاع الزراعي السوداني.