أبلغت الحكومة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي جملة من التأكيدات، عن الأوضاع بين الشمال والجنوب حال الانفصال. وحمل الوفد رسالة من المجلس إلى حكومتيْ الشمال والجنوب، تحثهما على العمل سوياً لخلق مستقبل ومجابهة التحديات الماثلة في السودان، ووضع الوفد على طاولة الحكومة أسئلة مهمة تتعلق بالوضع الإقليمي والتأثيرات الخارجية على قضية دارفور. في الاثناء يعقد المجلس جلسة خاصة قريباً لاتخاذ قرارات بشأن الأوضاع في السودان، يطرح خلالها نتائج زيارته التي دخل عبرها في مباحثات مع رئيس الجمهورية ومسؤول ملف دارفور بالخرطوم ورئيس حكومة الجنوب وحكومته بجوبا، وتعهد رئيس الجمهورية للوفد بإدارة حوار لكافة القضايا بين الشريكين، وقبول نتائج الاستفتاء بغض النظر عن نتائجه، وأن يسود الأمن والاستقرار. وأعلنت الحكومة أمام مبعوثي المجلس الذين ترأسهم المندوب الدائم لدولة مالي، أمادو اندياي، عمل الحكومة في الشمال من أجل التعاون مع حكومة الجنوب حال الانفصال، ودعم مسيرة السلام والاستقرار والتواصل الاجتماعي والاقتصادي، باعتبار أن ما يجمع بين الشمال والجنوب مشتركات لا توجد بين أي دولتين. وأكد البشير حرص الدولة على تحقيق الاستقرار ودعم المسيرة السلمية بالبلاد، ومضي اتفاقية السلام إلى نهاياتها بإجراء الاستفتاء في مواعيده، وتعهد للوفد بقبول نتائج الاستفتاء والاعتراف به إن جاء معبراً تعبيراً حقيقياً عن رغبة الجنوبيين، وأكد البشير - بحسب الوزير كمال حسن علي في تصريحات عقب لقاء الوفد للرئيس بأمانة مجلس الوزراء، أمس - أن تقدير الحكومة لأهمية السلام قادها لاتفاقية السلام. وأوضح كمال علي أن البشير أعرب عن شكره لجهود المجلس ومواقفه الداعمة للسودان تجاه أزمة المحكمة الجنائية الدولية واتهامها له. في الأثناء كشف مندوب مالي رئيس الوفد أنه حصل على (3) تأكيدات من البشير بأن تدار كل القضايا بحوار وسلام، واستعداده لقبول نتائج الاستفتاء مهما جاءت، وأن يسود السلام والأمن السودان، ووصف أمادو في تصريحات بالخارجية عقب انفضاض اجتماع ضم الوفد المكون من ممثلي (15) دولة، مع مسؤول ملف دارفور د.غازي صلاح الدين؛ وصف المرحلة المقبلة على السودان بالحرجة لأفريقيا قاطبة، مشيراً إلى استعداده لقبول نتيجة الاستفتاء مهما كانت، وأعلن عن استمرار تضامن الدول الأفريقية ودعمها للسودان، وقال غازي في تصريحات إنه أطلع الوفد على عناصر وخطة الحكومة في إستراتيجية دارفور في ما يتعلق بالتنمية والمصالحات وتحقيق العدالة والأوضاع في الإقليم، وأضاف: «قدمنا لهم شرحاً مفيداً لمهمتهم يعينهم على اتخاذ القرارات بشأن الأوضاع في السودان في الاجتماع المرتقب».