{ حديثٌ (غير مناسب) في زمن (غير مناسب) أدلى به البروفيسور «إبراهيم أحمد عمر» مستشار رئيس الجمهوريَّة، لصحيفة (منبر الانفصال).. فحتَّى لو كنَّا على أعتاب الانفصال.. فإنَّ التاريخ لن ينسى أن يقضي بعقوبته القاسية على كل الذين ساعدوا وساهموا في تمزيق السودان.. وسيأتي يوم الحساب لا محالة. { البروف.. يقول: (إنَّ من مثالب (نيفاشا) أنّها كرست للجهويَّة وفتحت باب التدخُّل الأجنبي)!! ورغم أن «البروف» أكد أنَّ (اتفاقيَّات السلام كلّها، في (دارفور) و(الشرق)، تكرِّس للاختلاف والتباين الاجتماعي والجهوي، وجعلت كل جهة تزداد تمسُّكاً بذاتها)، فإنَّ أصحاب المنبر (الانفصالي) وجَّهوا حديث السيِّد الأمين العام السابق للمؤتمر الوطني وجهة «نيفاشا».. ثم سكتوا عن مُفْتَتَح حديثه: (أنا وحدويٌّ حتَّى النخاع.. وأدعو إلى الوحدة لآخر يوم في التصويت)!! { ما قاله «البروف» يمكن أن نقوله نحن على صدر صفحات الصحف، ولا يستقيم أن يقوله أحد (صنَّاع القرار) في البلاد، وقد اعترف بنفسه، في ذات الحديث، بأنَّه من الذين يدبِّرون أمر الحكم!! { إذن أين كنت يا «بروف» طيلة هذه الفترة.. على مدى ست سنوات طويلة، هي عمر اتفاقيَّة السلام الشامل؟! هل كنت (مغترباً) خارج السودان.. ثم عدتَ الآن لتكتشف أنَّ (نيفاشا) كرَّست للجهويَّة وفتحت باب التدخل الأجنبي؟! { وهل فعلاً بدأ التدخُّل الأجنبي في «نيفاشا» أم أنَّه سابقٌ لها بسنوات؟! { يجب أن (يركِز) الجميع، ويتحمَّلوا مسؤوليَّاتهم، تجاه (نيفاشا)، أو (أبوجا) أو اتفاقيَّة الشرق.. فليس هذا أوان (التملُّص) وإلقاء الاتِّهامات والمسؤوليَّات على الآخرين. { أن يتحدَّث مستشار الرئيس في (منبر انفصالي) فهذا خطأ فادح في حدِّ ذاته.. دعك من أن يصوِّب ساهمه إلى (نيفاشا).. وكأنَّه ليس واحداً من صُنَّاع القرار.. وليس واحداً من الذين وافقوا في المكتب القيادي.. وقبله في الاجتماعات القياديَّة (المصغَّرة)، على نصوص الاتفاقيَّة.. بنداً .. بنداً.. وحرفاً.. حرفاً..!! { إذا كان الانفصال واقعاً لا محالة بعد أيام.. فهذا ليس نصراً لأحد.. أو جهة.. وليس (فتحاً) كما يتوهَّم البعض.. إنَّه (خازوق).. و(شَرَك جديد).. و(معركة قادمة).. ولكن الذين يفكِّرون (بأرجلهم) لا يفهمون.. ولا يفقهون.. وسيأتي يومٌ نحاسبهم فيه على تقسيم السودان.. وتمزيق الشعب.. بالتضامن مع الصهيونيَّة العالميَّة. { (الجهويَّة) استعرت عندما كان (المؤتمر الوطني) يعيِّن (فلان).. و(علان).. و(زيد) و(عبيد)، وزيراً.. أو والياً.. أو محافظاً.. استناداً إلى خلفيَّته (القبليَّة) و(الجهويَّة).. وكان على رأس الحزب البروفيسور «إبراهيم أحمد عمر».. فلماذا لم يرفض ذلك المنهج في التصنيف.. والتعيين؟ والمشاهد كثيرة.. والمواقف عديدة، والتاريخ لا ينسى. { (نيفاشا أوقفت الحرب.. نعم .. ولكن يبدو أنَّها لا يمكنها أن تحقِّق أكثر من ذلك).. هذا ما قاله البروفيسور «إبراهيم أحمد عمر» - الذي أكنُّ له كل الود والتقدير والاحترام - ولكن منْ الذين كان عليهم أن يحقِّقوا المزيد عبر (نيفاشا).. نحن - الصحفيين - أم صُنَّاع القرار؟! { تحقيق (الوحدة) بكافة الوسائل المتاحة كان ينبغي أن يكون مسؤوليَّة (جميع) قيادات الحزب والدولة، فإذا قصَّروا.. وسلَّموا واستسلموا.. فليس عليهم أن يلوموا أحداً.. علينا نحن أن نلومهم ونحاسبهم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.