اتهم مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب؛ د. نافع علي نافع، الحركة الشعبية بممارسة فوضى في التسجيل للاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب، وقال خلال مخاطبته مؤتمر الخدمات بمنطقة الخرطوم، بمركز المشير الزبير أمس (السبت) إن المسرح السياسي أصبح جاهزاً للانفصال بسبب الإرهاب الذي مارسته (الحركة) على الجنوبيين، والإضافات التي تمت في السجل عقب قفل باب التسجيل، والهلع الغربي للحكم المسبق بحرية وشفافية عملية الاستفتاء، وأشار إلى أن (الوطني) رصد عدد المسجلين في الجنوب، وحدده ب(3) ملايين ونصف المليون، توقع أن يصوت (80%) منهم للانفصال، كما توقع تسجيل نصف مليون ناخب بالشمال، قال إن (89%) منهم سيختارون الوحدة، ودعا إلى تهيئة النفس لتقبل الانفصال. ووصم نافع الحركة الشعبية بالتنكر لاتفاق ترسيم الحدود الذي قال إنه اكتمل بنسبة (80%) وتبقت (5) مناطق، وأشار إلى أن الحركة اشترطت حل قضية أبيي للتوقيع على ترسيم الحدود. وقال مساعد الرئيس إنه لولا (الإنقاذ) لحكمت السودان الحركة الشعبية بمشروعها الإقصائي القائم على منفستو طرد المستعمر العربي والمسلم، وأكد أن ما أنفقه (الوطني) من المال المركزي على التنمية والخدمات بالجنوب يفوق إنفاق حكومة الجنوب نفسها بعشرات المرات. ووجه نافع نقداً لاذعاً للأحزاب المعارضة، واتهمها بالسعي بالفتنة وسط الناس، ودعم الحركة بالكوادر في القتال منذ معركة الكرمك وغيرها، وقال إن المعارضة وافقت على تقرير مصيرالجنوب سابقاً بصورة تؤدي إلى ضياع السودان، وطمس هويته والتنازل عن خصوصيته، وإقامة دولة علمانية لا مكان للدين فيها. وأكد أن (الوطني) اتخذ القرار الشجاع حول مصير السودان «إما أن تعيشوا معنا في سلام أو أن تذهبوا بسلام»، واتهم المعارضة بالعجز والتبجح بتحميل (الوطني) مسؤولية الانفصال، وأشار إلى أن (الوطني) طبق الحكم الفيدرالي بمساواة بين الشمال والجنوب، وملك الجنوبيين والنازحين أراضي بدلاً عن المعسكرات. وكشف نائب رئيس (الوطني) عن حزمة من التدابير على المستوى القومي لمواجهة غلاء الأسعار، الذي أرجعه إلى الضغط على الميزانية، وارتفاع ميزان المدفوعات الخارجية، والإنفاق الضخم على التنمية، والهلع الناتج عن التخوف من نتيجة الاستفتاء. ودعا إلى تقليل ميزان المدفوعات والتحكم في استيراد غير الضروري، وتخفيض الإنفاق، وزيادة الإيرادات من العملة الصعبة، واستيراد القمح بتمويل خارجي، للتمكن من تجاوز القضية حتى لا يتم استغلالها. ونادى نافع بحل مشاكل الانفصام في التخطيط والتنظيم والقول والفعل، وعمل مبادرة من كل القطاعات لتوفير قوت الناس بالقسط. ودعا نافع إلى استنفار الجهد الشعبي لتوفير الخدمات، مشيداً بمبادرة مؤتمر الخدمات الأول في محلية الخرطوم، وقال «إننا لا نريده أن يكون تأصيلاً (للنقة) وإنما منبراً للتشاور، وألا يكون حصيلة للإحباط والسخط والمطالبة».