حث رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية سلفا كير ميارديت أمس (الاثنين) سكان منطقة أبيي على عدم إعلان انضمامهم إلى الجنوب بشكل أحادي والتحلي بالصبر حتى إيجاد حل سلمي للمشكلة. وأعلن المؤتمر الوطني عن تحديه للحركة الشعبية باستعداده لتنظيم جولة مفاوضات خاصة بين دينكا نقوك والمسيرية لحل مشكلة أبيي من دون مشاركته والحركة في التفاوض، وحذر على لسان الدرديري محمد أحمد في (برنامج أجندة مفتوحة) بتلفزيون (بي بي سي) أول أمس (الأحد) الحركة الشعبية من إجراء استفتاء أحادي في منطقة أبيي في اليوم التاسع من شهر يوليو المقبل باعتباره وصفة الحرب القادمة بين شمال السودان وجنوبه. وكشف مصدر قيادي بالحركة الشعبية عن التئام اجتماع رئاسي بين البشير وسلفاكير بعد غد (الخميس) وتوقع أن يخلص إلى إصدار قرار بحل المشكلة والنظر في ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والخلافات حول مناطق حفرة النحاس وجودة والمقينص. وقال سلفاكير أمام نواب المجلس التشريعي للجنوب: «أدعو شعب أبيي إلى عدم اتخاذ قرار أحادي بالانضمام إلى الجنوب وإعطائي فرصة لإيجاد حل سلمي مع شقيقي الرئيس عمر البشير». وأضاف: «ريثما تصدر النتائج النهائية يجب علينا أن نعمل على تحقيق مهمتين أساسيتين هما دستور انتقالي وإعداد حكومة جنوب السودان لفترة ما بعد اتفاق السلام» أي ما بعد التاسع من يوليو المقبل، موعد استقلال الجنوب فعلاً. لكن وزير مجلس الوزراء؛ لوكا بيونق، القيادي بالحركة الشعبية أشار في حديثه لتلفزيون (بي بي سي) إلى أن إجراء استفتاء خاص بالمنطقة هو التزام بين (الوطني) و(الحركة)، وقال: «قضية أبيي تسيست رغم أن المسيرية هدفهم الرعي وضمان مساراتهم للأبقار، ومستقبلهم في جنوب السودان والرئيس سلفاكير أكد لهم ذلك». وأضاف لوكا: «أشعر بالخوف على مستقبل المسيرية لقد عشت معهم وأعرفهم، الحكومة استغلتهم في حروب غير مباشرة مع الحركة الشعبية». وأبدى ثقته في أن الرئيسين البشير وسلفاكير يمكن لهما أن يحلا مشكلة أبيي وأن تسود الحكمة. وانتقد الدرديري ما ذهب إليه القياديان في الحركة الشعبية وقال إن (الحركة) لا تعبر عن مصلحة المسيرية بصدق وتحاول تلوين الحقائق، وأن القضية ليست قضية مرعى وإنما قضية أرض. وأضاف: «الحل يكمن في الالتزام بالاستحقاقات التي وقع عليها الشريكان بإقامة استفتاء يشارك فيه الدينكا والسودانيون المقيمون في منطقة أبيي». وكشف الدرديري عن رفض الرئيس البشير لمشروع قرار قدمه النائب الأول سلفاكير ميارديت ممهور بتوقيعه بضم منطقة أبيي إلى الجنوب، وقال: «كنت حاضراً الاجتماع عندما رفض البشير أن يوقع على مسودة المشروع الذي قدمه سلفاكير بضم أبيي إلى الجنوب، استغرب ثامبو أمبيكي في الاجتماع من هذا التفاوض حول إيجاد حل للمنطقة بهذه الطريقة». وتمسك الدرديري بحق الشمال بأكمله في إجراء استفتاء في منطقة أبيي، ولم يستبعد عودة الحرب إليها عند إصرار الحركة الشعبية على إقصاء قبيلة المسيرية.