{ في شبه الجزيرة العربية التي هي مهد العرب والإسلام واللغة العربية نظام جمهوري واحد هو النظام اليمني الذي تأسس في 26 سبتمبر 1962م بانقلاب عسكري قاده المشير عبد الله السلال، وقبله كان النظام اليمني إمامياً يقوده الإمام البدر سليل عائلة حميد الدين التي حكمت اليمن زماناً طويلاً حرصت فيه على عزله عن العصر والحضارة والعلم. { ولقد كان النظام الإمامي في اليمن قبل سبتمبر 62 نظاماً تُضرب بتخلفه الأمثال، وكانت بقية نظم الحكم في شبه الجزيرة العربية ملكية وأميرية وشيخية، وكان الملك أو الأمير أو الشيخ هو الكل في الكل، وفي كل بلد من بلدان شبه الجزيرة العربية كانت هناك أسرة حاكمة. { وليس كل النظم الملكية نظماً متخلفة، فهناك دول حققت درجات رفيعة من التقدم والديمقراطية تحكمها نظم ملكية وفي المقدمة منها بريطانيا وإسبانيا والدنمارك والسويد. { وكان من ميزات النظم الملكية والأميرية والشيخية في شبه الجزيرة العربية أنها كانت أكثر استقراراً من النظم الجمهورية. ولم يقتصر وجود هذه النظم الملكية على شبه الجزيرة العربية، فهناك في العالم العربي نظم أخرى ملكية راسخة في الأردن والمغرب. { وعلى الجانب الآخر فإن النظم الجمهورية في العالم العربي بعد تألق لم يدم طويلاً انكسرت بهزيمة يونيو 67 ورغم أن أحد أضلاع تلك الهزيمة كان هو النظام الملكي الأردني إلا أن مسؤوليتها الكبرى تقع على عاتق نظامين جمهوريين عربيين؛ هما النظام المصري الذي قاده الرئيس جمال عبد الناصر والنظام السوري الذي كان يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي والدكاترة الثلاثة نور الدين الأتاسي رئيس الجمهورية ويوسف زعين رئيس مجلس الوزراء وإبراهيم ماخوس وزير الخارجية، والضابطان صلاح جديد الذي كان يوصف بأنه رجل سوريا القوي وحافظ الأسد وزير الدفاع الذي أصبح فيما بعد رئيساً للجمهورية. { وفي ما بعد أيضاً شحب بريق النظم الجمهورية في العالم العربي جراء الفشل في تحقيق مطالب وحقوق الإنسان العربي في الحياة الحرة الآمنة الكريمة إلى أن بلغ السيل الزُبى حينما دخلت فكرة توريث الحكم في مشاريع وبرامج وخطط بعض النظم الجمهورية في دول عربية مفتاحية مثل سوريا ومصر والعراق في عهد رئيسه صدام حسين. { وأكثر من ذلك فإن الدولة العربية الوحيدة التي فشلت في المحافظة على استقلالها كانت دولة يحكمها نظام جمهوري وهي دولة العراق؛ فقد احتلها الأمريكيون وحلفاؤهم ومازالت ترسف في الاحتلال وذله. { والحال في أفريقيا جنوب الصحراء ليس أفضل منه في العالم العربي، بجناحيه الأفريقي والآسيوي، ما الحل؟ والفوارق في كافة المجالات تتسع كل يوم بين الناس في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وأوروبا واليابان وبينهم في هذه المنطقة من العالم التي تشمل العالم العربي وأفريقيا وننتمي إليها..!!