حتى بداية الألفية الثالثة كان السوداني من بين كل دول العالم مثالاً للأمانة والشهامة والكرم والذوق الرفيع، وفي الداخل يتسم بصفات ورثها أباً عن جد وعُرف بها. ومن تلك المسمّيات «عشا البايتات، مُقنع الكاشفات، مسّاح دموع الببكن، هدهاد الجُّهّال، شيّال التقيلة» وغيرها، غير أن أن بعض طلاب الثانويات والجامعات وبالطبع والأساس، لم يتسلَّموا هذه الراية الأصيلة ولا يدرون كُنه هذه الصفات العظيمة، فأضحوا فاقدي الهوية، يتسكّعون في (النجايل) وردهات (البرندات) ويُحْدثون فوضى في وسائل المواصلات العامة. ومؤخراً بعد أن دخلت بصات (ولاية الخرطوم) الخدمة استفحل الأمر لكِبر حجم البصات، حيث شكا العديد من المواطنين ل«الأهرام اليوم» تداعيات هذا الانفلات اللاأخلاقي المتواصل من البعض، فكان هذا الاستطلاع لمِا يجب أن تكون عليه أخلاق طلابنا فماذا قالوا؟ يقول محمد عوض: لا بد لجميع الطلاب أن يلتزموا بالأدب والإحترام داخل المركبات العامة، فهنالك طلاب من الجنسين وخصوصاً الذين يجلسون في المقاعد الخلفية «مقاعد الطلبة» يقهقهون بأصوات مرتعة ويتحدثون بألفاظ غير لائقة، ومنافية للأخلاق والذوق و(الأُتيوكيت) تدل على عدم الإحترام والتربية السليمة. مضيفاً أنها تعكس صورة سلبية عنهم فإذا كانت بعض المدارس والجامعات تخرِّج مثل هذا المستوى من الأجيال السطحية، فالأفضل أن تُغلق أبوابها ويتركوا التعليم. مضيفاً أنه من حق الركاب الآخرين أن يستمتعوا بالهدوء والسكينة خلال الرحلة. فأحياناً يكون هنالك ركّاب مرضى لا يتحملون الكلام والضحك بأصوات عالية، وأيضاً هنالك أشخاص مرهقون يحتاجون إلى أخذ راحتهم لذلك يجب على جميع الطلبة أن يحترموا الآخرين ويتعاملوا بأسلوب راقٍ لأن السلوك الذي ينتهجه هؤلاء الطلبة يعكس صورة سالبة عن الشعب السوداني خصوصاً أن الأجانب أصبحوا يتواجدون بصورة كبيرة في بلادنا، فلابد لنا أن نعمل على ترقية سلوكنا لنظل الشعب الأكثر رُقيّاً في نظر القادمين إلينا والمقيمين معنا. على ذات السياق تحدثت إلينا نعمات التوم موضحة أن هذا السلوك يرجع إلى التربية التي تبدأ بالمنزل ثم المدرسة، مُضيفة بأن الطالب لا بُد أن يكون مهذباً ومحترماً وواعٍ بتصرفاته من أجل أن يكون محترماً من الآخرين، مشيرة إلى أن هنالك بعض الطلاب يتصرفون بطريقة غير لائقة ويتعمّدون أسلوب الشغب ليتشاجروا مع الكمساري بألفاظ غير لائقة مما يجعله يرد عليهم قائلاً «بالله انتو طلبة»؟! هذه إهانة للعلم والتعليم، لذلك أرجو من كل الشباب أن يحترموا أنفسهم من أجل أن يعكسوا صورة حضارية عن أنفسهم وأسرهم وأماكن تعليمهم. أما عبد اللطيف أحمد فيرى أنه ليس كل الطلبة يتصرفون بهذا الأسلوب الذي يدل على عدم الأدب، ولكن هنالك فئات تفضّل أن تلفت الإنتباه إليها لذلك تستخدم عدة طرق حتى لو كانت هذه الطريقة تعود عليهم بلعنات الآخرين، مضيفاً أنه لا بد للأساتذة في جميع مراحل التعليم توجيه الطلاب. فالتربية تسبق التعليم ولا بد أن يكون هنالك منهجاً كاملاً يختص بآداب السلوك والتصرُّف السليم الذي يُعرف حالياً ب(الأُتيوكيت). فأغلب الشعب السوداني يفتقر لهذا الجانب، خاتماً حديثه بأن التعليم في هذا الزمن أصبح تجارة أكثر من أنه تربية أو تعليم في القطاعين الحكومي و الخاص.