إطلاقاً أنا لست ضد البرامج المنوعة الخفيفة التي تعتمد على رشاقة المضمون وأريحية المقدم وخفة وتلقائية الرؤية الإخراجية لكن شتان ما بين برامج المنوعات الخفيفة التي نشاهدها على فضائيات عربية مثلاً كالبرنامج الذي تقدمه الفنانة رويدا المحروقي على فضائية ال ام بي سي وتستضيف من خلاله نجوماً تسألهم من خلاله أسئلة دقيقة وربما عائلية لا يعرف تفاصيلها إلا شخص مقرب جداً ويكون هذا الشخص داخل الاستديو في مكان لا يراه النجم ويمدها بالمعلومات أولاً بأول من خلاله سماعة الأذن بينهما في مواقف لا تخلو من الطرافة بسبب الدهشة التي ترتسم على وجه النجم من (دقة) المعلومات التي تنزل على رأسه زي المطرة! لكن شتان ما بين هذه البرامج وبين ما تقدمه فضائية (زول) من سماجة في الفكرة وبرود الأداء وضعف في المضمون كالبرنامج الذي يقدمه أحدهم واعتقد أن اسمه عبد الرازق ومعه واحدة لم أكن حتى مهتمة بمعرفة اسمها لأنها رفعت (كثافتي) وكادت أن تصيبني بذبحة. وفكرة البرنامج الذي يعده أيضاً الأستاذ عبدالرازق مبنية على المواقف الحرجة مع الاستعانة بالاتصالات الهاتفية لتخبرنا الست المذيعة عن كيف أنها دخلت لمناسبة زواج واكتشفت أنه غير المدعوة إليه وأحد المتصلين يحكي موقفاً حرجاً جداً وليقول إن صديقه الذي طلب إحضار حليب له للعشاء عندما جاء إليهم أخبرهم أنه لا يحب اللبن! يا آآه، ما هذه البياخة واستهلاك زمن بث في موضوع بلا مضمون وبلا طعم وغير جاذب؟ وأجزم انه لولا الشمار المهني مني لما أكملت ربعه خوفاً من أن تتبلد حواسي وتصيبني البلادة. بالمناسبة نفسي أسال القائمين على أمر فضائية (زول) عن المرتكز والفكرة التي من أجلها أنشاوا وأسسوا هذه الفضائية المتخبطة ما بين السودانية والخليجية والحبشية ودون هوية محددة ولا إستراتيجية مفهومة. وكله كوم وبرنامج الصباح أو ما يسمونه (صباحكم أحلى) كوم آخر ومقدماه الاثنان يقدمان استعراضاً على الهواء وبالمجان في كيف نستهلك الزمن في الكلام الفاضي غير المؤسس والست هبة تقول إن من يستعملون النت هم أولاد يستخدمون أسماء بنات ولا أدري من وين جابت هذا الكلام الفارغ غير المبني على دراسة أو استبيان أو قياس رأي له علاقة بالعملية وللَّا الحكاية أي واحد أو واحدة وضعه (حظنا) العاثر داخل إستديو وأمام الكاميرا طفق مطلقاً الكلام في أي حاجة وعن أي حاجة؟ بالمناسبة زول حتى الآن ليست لديها خطة برامجية ثابتة مما يدل على أنها تعمل بالصدفة وربك يسهل وممكن ينزل على الهواء المتاح من المواد حتى لو كان هائفاً وما عنده مناسبة بالوقت والمناسبة! في كل الأحوال أرجو أن تحترم (زول) عقول من يشاهدونها وتترك وتبعد عن العمل بطريقة بعض إذاعات الFM الهائفة الما عندها موضوع طالما أنها تبذل أموالاً في سبيل أن يظل بثها متواصلاً من غير انقطاع اللهم إلا إن كانت القروش الشغالة بيها (ما داقشا فيها حجر صباح)!! كلمة عزيزة بعض احتفالات (أو حفلات) التأبين التي تقام لاجترار الذكرى لبعض المبدعين الذين رحلوا عن دنيانا تبعد عن هدفها الأساسي الذي من أجله أقيمت بأن تكون لوحة لحزن نبيل ومشاعر دافقة ودافئة نحو الراحلين مع تخليد أغنياتهم ومواقفهم ويا حبذا لو كان أيضاً بعرض أعمال لهم مسجلة كاسيت أو فيديو لكن ما أشاهده في بعض الحفلات هو أقرب إلى عدم الوفاء والبعض يظن المناسبة فرصة للتبشير والتصفيق وبعض من (الجبجبة)، وقد يجتمع الحضور وينفضون دون أن يطلبوا الرحمة والمغفرة للراحل الكبير!! كلمة أعز في أعقاب الأحداث الشهيرة بعد مباراة مصر والجزائر فتحت الفضائيات المصرية خطوطها لأبنائها اطمئناناً عليهم وتأكدت من سلامتهم، وحتى الآن لم تعلن حالة الطوارئ في (مراسي الشوق) و(ألو مرحبا) و(مرافئ الغربة) وتفتح خطوطها ومراسليها للاطمئنان على سلامة الجالية هناك، أخشى أن أقول إننا نعيش إعلام (الوهم)!!