من تسريبات ويكيليكس التي نشرتها جريدة هارتز الإسرائيلية نقلاً عن جريدة (ذي ديلي تيلغراف) البريطانية (أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن بلاده سوف تكون في غاية الإطمئنان إذا أصبح اللواء عمر سليمان هو رئيس مصر بعد حسني مبارك). ويرجع تاريخ التسريب إلى عام 2008م أي قبل اندلاع الثورة المصرية في 25يناير 2011م وفي ذلك الوقت من عام 2008 لم يكن مدير الإستخبارات المقتدر نائباً لرئيس الجمهورية ولكن كان معروفاً أنه أحد أهم أركان النظام وأنه يُحظى بثقة الرئيس مبارك. وجاء في ويكيليكس أن إسرائيل من فترة طويلة ترى أن أفضل مرشّح بالنسبة لها لخلافة الرئيس مبارك هو اللواء عمر سليمان. وذكرت الوثائق التي يرجع تاريخها إلى عام 2008م أن مستشاراً إسرائيلياً كبيراً في وزارة الدفاع قال لبعض الدبلوماسيين الأمريكيين في تل أبيب أن الإسرائيليين يعتقدون أن اللواء عمر سليمان قد يصبح رئيساً مؤقتاً لمصر في حالة إبتعاد مبارك عن الحكم. وقال دبلوماسي أمريكي (لامجال للشك في أنه يطمئن إسرائيل أن يكون اللواء سليمان هو الرئيس القادم لمصر). وذكرت التسريبات أن مستشار الدفاع الإسرائيلي قال إن وفداً إسرائيلياً قاده إلى مصر وزير الدفاع باراك إنزعج من كثافة الشيخوخة في ملامح الرئيس المصري مبارك وتعثره في الكلام. ونكتفي بهذا القدر من تسريبات ويكيليكس. ولا ينبغي أن يُفهم منها أن اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري هو رجل إسرائيل في البلد العربي الكبير، فهو مصري في المقام الأول وليس في مقدور أحد أن يُشكِّك في وطنيته ولا في إخلاصه وحبه وتفانيه في خدمة بلده. ولكن من الجائز أن إسرائيل ترى أن اللواء سليمان إذا تولى حكم مصر لن يلغي من جانب واحد معاهدة السلام التي وقّعتها بلاده مع الحكومة الإسرائيلية يوم 26 مارس 1979م. والتزام اللواء سليمان بهذه المعاهدة ليس حباً في إسرائيل، وإنما هو اقتناع بأن مصر الآن ليست مستعدة لخوض حرب ناجحة ضد إسرائيل وهو اقتناع يحمله كثير من المصريين العسكريين والمدنيين وهم جميعاً يحبون وطنهم. واللواء سليمان يُحظى باحترام كثير من المعارضين الذين أشعلوا هذه الثورة العظيمة التي فرح بها العرب وأزعجت الإسرائيليين لأنه من الممكن أن تترتّب عليها قيادة جديدة ليس فيها اللواء سليمان بما يحمله ذلك من احتمالات كثيرة منها إلغاء معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وما أكثر الذين يتوقعون ويحلمون بذلك في ميدان التحرير وشوارع مصر وحاراتها وأزقتها وعطفاتها.