د. يوسف صفي الدين - عيادة الجلدية والتناسلية الفقاع الشائع أحد مجموعة الأمراض الفقاعية، وهي مجموعة أمراض تتصف بانحلال الأشواك في البشرة مؤدياً إلى شكل الفقاعات. ويؤدي انحلال الأشواك إلى فقدان الارتباط بين خلايا البشرة، ولا يمكن تشكيل الجسيمات الرابطة للخلايا من جديد. والفقاع الشائع مرض حاد أو مرض يتظاهر باندفاعات فقاعية داخل البشرة، تحدث نتيجة انحلال الأشواك في الجلد السليم أو الأغشية المخاطية. والمرض مميت إذا لم يعالج. { حدوثه وانتشاره نسبة حدوثه بين السكان ليست كبيرة، وليس له ارتباط بالجنس، ويكثر وسط أجناس مثل اليهود، وأكثر ما يصيب الأعمار بين (30- 60) سنة، ولكن قد يشاهد عند الأطفال أو في سن متأخرة. { أسباب المرض أسبابه غير معروفة، وقد افترض سابقاً أنه ناتج عن إصابة فيروسية، ويفترض أنه مرض مناعي ذاتي. أهم ما يحدث في المرض يكون في طبقة البشرة - (الجلد يتكون من طبقة خارجية تسمى البشرة وطبقة تحتها تسمى الأدمة) - إذ يحدث تخرب الجسيمات التي تربط ما بين الخلايا البشرية في مرض الفقاع الشائع، وعدم تشكل جسيمات جديدة، وهكذا يتعرض الارتباط ما بين خلايا البشرة إلى الأذى، وتوفرت للعلماء أسباب كثيرة رجحت أن وراء المرض عوامل مناعية ذاتية. { المظاهر السريرية يحدث المرض فجأة دون سبب واضح ويتصف بظهور فقاعات رخوة، تبدأ بالظهور غالباً في السرة أو في الفروة أو في الفم، ثم تتفتح الحويصلات بسرعة وتظهر مكانها تآكلات حمراء اللون، يبدأ تشكل الجلب (القشور) بينما تتسع النقاطة (الحويصلة) في المحيط، ويتجدد ذلك، وتشكل الفقاعات في نفس المنطقة أو مناطق أخرى، ويكون محتوى الفقاعات مصلياً وليس دموياً، يبدأ الرض في جوف الفم في 50% من الحالات، وتسيطر على المظهر السريري للمرضى الفقاعات الصغيرة (الحويصلات) التي تتفجر وتؤدي الي التآكلات المؤلمة ويمكن أن تصاب العينان. يمكن أن تصاب انثناءات خلال سير المرض (الإبط.. الثنية تحت الثدي، الثنية الأريبية) وكذلك باقي أنحاء الجلد. تتشكل الفقاعات على قاعدة من الجلد سليمة ولكن قد تحاط بهالة التهابية، ولا تلبث هذه الفقاعات أن تتفجر وتترك تآكلات، وذلك لأن سقفها رقيق وغير سميك. وإذا ما ترك المريض دون معالجة فإنه يصاب بمساحات واسعة من التآكلات، وطالما بقيت هذه التآكلات دون تقيح ثانوي يمكن أن تشفى دون أن تترك أثراً، بينما تتشكل فقاعات أخرى جديدة في نفس الأمكنة أو في أمكنة جديدة، وإذا ما استمر تشكل الفقاعات يصبح الجلد المعرى واسعاً وتزداد القشور. { الأعراض لا يسبب المرض الحك ولكن التآكلات (الجروح) مؤلمة ونازفة وتشكل على أعقابها جلب مدماة، ويمكن ان تتقيح ثانوياً، كما أن التآكلات الفموية مؤلمة وتؤدي الى صعوبة في تناول الطعام. ويصاب المرضى بفقر الدم (الأنيميا) ويرتفع عدد كريات الدم البيضاء، ويمكن أن يصاب المريض بنقص البروتينات ونقص الصوديوم والكلور والكالسيوم في الدم. { سير المرض لا يمكن التنبؤ بسير المرض، حيث قد تبقى بضع فقاعات على الجلد أو الأغشية لسنوات عديدة. وإذا لم يعالج المرض يؤدي الى الوفاة خلال سنة الى ثلاثة سنين. ويصيب المرض الأغشية المخاطية بنسبة كبيرة، ويجعل تناول الطعام والشراب مؤلمين حداً ويفقد المريض بعضاً من وزنه، ويؤدي ظهور فقاعات في الأغشية المخاطية للأنف والعين والشرج إلى تآكلات مؤلمة في هذه المناطق، وإذا ما بقى الفقاع الشائع لفترة طويلة أو كان ذا سير مترقٍ أدى المرض إلى سوء الحالة العامة وفقدان الشهية ونقص الوزن وارتفاع حرارة المريض والإصابة بالحمى وحدوث عدوى دموية (تسمم الدم)، وقد يودي المرض بحياة المريض بعد عدة أشهر إذا كان سير المرض حاداً، وغالباً لا يموت المريض بسبب الفقاعات الجلدية ذاتها وإنما بسبب المضاعفات الثانوية. { العلاج لا يوجد علاج جذري، وقد كانت نسبة الوفاة بالمرض أكثر من 90% إلا أنها قلت الى 50% بعد استعمال مشتقات الكورتيزون وكابحات المناعة