إنضمت أرجواي إلى قائمة الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية المستقلة! أو بدولة فلسطينية مستقلة داخل حدود 4 يونيو 67، أي أنها تشمل الضفة الغربية التي «يحكمها» الآن الرئيس محمود عباس أبومازن وقطاع غزة الذي تُسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس. والدول الأمريكية الجنوبية التي اعترفت بهذه الدولة التي لا وجود لها على الأرض هي الأرجنتين، وبوليفيا، والبرازيل، وإكوادور، وبارجواي، وهذه الدول تعترف بالحدود السابقة لحرب يونيو 67 التي نجم عنها إحتلال إسرائيل في معركة خاطفة استمرت ستة أيام للضفة والقطاع والقدسالشرقية وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السورية. ولا أحد يعرف القيمة الحقيقية لهذه الاعترافات الأمريكية اللاتينية بالدولة الفلسطينية التي لم تر النور بعد، وهي وحدها لا تكفي لقبول إسرائيل بها لكنها أيّاً كانت قيمتها تُعدُ نصراً دبلوماسياً للسلطة الوطنية الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس أبومازن. ويعرف الفلسطينيون أن ذلك لا قيمة له ما لم يتحد الصف الفلسطيني، ويحل النزاع الشهير بين منظمة التحرير وتحديداً حركة فتح وحركة حماس وما لم يخضع قطاع غزة والضفة الغربية لإدارة واحدة، ويُقال إن الطرفين يسعيان نحو هذه الغاية. ومن الأخبار الدبلوماسية التي قد تُسِّهل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ما صدر من وزارة الخارجية الفرنسية من أن اعتراف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية احتمال قائم، وإذا ما تحقق هذا الاحتمال فإن تأثيره سوف يكون أقوى من تأثير الاعترافات الأمريكية اللاتينية بحكم أن أوروبا في كافة المجالات ما عدا كرة القدم أقوى من أمريكا اللاتينية. وتبقى وحدة الصف الفلسطيني هي المقدمة الضرورية لتحقيق الأهداف الفلسطينية التي في طليعتها تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدسالشرقية. وفي نفس الوقت فإنه ليس بالدبلوماسية وحدها تنشأ الدول المستقلة إذ لابد من وجود شيء على الأرض، وإذا كانت الهبَّات الشعبية الجبّارة أسقطت طغاة من أمثال الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري محمد حسني مبارك، فإنها يمكن أن تُجبر إسرائيل على الموافقة على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وللنضال أشكال أخرى يعرفها الفلسطينيون وهم شعب ليس سهلاً كما قالوا.