اسمحو لنا بأن نشير عبر هذه المساحة إلى أزمة المواطن مع الخدمات التي يتلقاها والتي ابتدرناها بالغاز أولاً ثم سندلف إلى استبدال الأوزان «الكيلو بدلاً عن الرطل»،، وها نحن نفرد هذه المساحة «للصديق أحمد الصديق» لنقلب معه أزمات الخدمات وليس «أزمة» كما ذكر: أصبح موضوع إدارة الموارد الوطنية من المهام الضرورية والحيوية والاستراتيجية بكل ما تعنيه هذه المفاهيم (الضرورية - الحيوية - الاستراتيجية» - من معان تحتم وجود كفاءة في التخطيط بشتى أنواعه، وذلك لإحكام خطط سليمة منهجياً وواقعية قابلة للتطبيق، واستشرافية تدرك وتستوعب لوازم الحاضر ومآلات المستقبل، آخذة في الاعتبار كل سوابق الماضي وتراكماته إيجاباً وسلباً في النواحي الكلية. وحتمية التخطيط وفق الكيفية المذكورة آنفاً تستوجب أيضاً وجود وسائل تنفيذ صحيحة وفاعلة. وسائل تضم أهم العناصر؛ العنصر البشري بخبرته بتأهيله وتدريبيه المستمر لأجل الحصول على نتائج ملموسة ومتميزة وذات تحسين مستمر يستوعب تطورات الأفكار والتقانة «نظرياً وعملياً»، وهنا يمكن أن نصف هذه المفاهيم بأنها تحظى برسم ارتباطية العلم بالعمل. نسوق هذه الفذلكة وندلف مباشرة لواقع الحال في أيامنا الفائتة، حيث تعرض المواطن لأسوأ حالة ضعف في موارده الضرورية والحيوية، ألا وهي موضوع أزمة الغاز وموضوع استبدال الأوزان «الكيلو بدلاً من الرطل». فالمشكلة الأولى - الغاز - فهي قديمة متجددة في حدوثها ومتكررة في كل عام، على الرغم من الوفرة في منتوج الغاز بالقدر الذي يفيض على الحاجة الاستهلاكية، مما يعرضه للحرق والتخلص منه، ولكن أين مكمن الداء؟ وبل أين الدواء؟ وهنا نقول ويقول معظم المتابعين وأصحاب المصلحة - المواطنون - بأن الأزمة تكمن في سوء إدارة هذا الغاز، والمطلوب هنا من الإدارة تحصين مخزون الغاز وتأمينه لمدة لا تتجاوز الشهرين، وذلك خلال فترة الصيانة الدورية للمصفاة، وليس المطلوب أكثر من ذلك، ويقيني بأن تأمين تخزين الغاز ليس بالأمر الصعب إلى هذه الغاية حتى يتعرض المواطن للهلع والجزع والبحث عن توفير أنبوبة غاز بالبحث المضني على طول العا صمة وعرضها، وكل شخص يمكن أن يحكي مواويل وحكاوي وأقاصيص حول تلك الرحلات المكوكية، وكيف أنه تعرض للرهق والابتزاز، تارة بارتفاع الأسعار بتقديم بدائل مواعين للغاز وبأسعار خيالية بالقدر الذي لا يتمكن المواطن من توفيره، وثالثة الأثافي؛ سوء انتشار الإشاعة باستمرارية الأزمة في ظل غياب تام للجهات المسؤولة عن ذلك، سواء أكانت الولاية أم الوزارة المركزية، حيث لم ترتفع همتهم لمخاطبة المواطن وتطمينه بأنهم -كمسؤولين!! يهمهم أمر وقوده وأمره الغذائي في الوقت الذي نجد دبلجة ونشر البيانات والتوضيحات في قضايا ثانوية لا تهم المواطن في كثير بال، هذا كله مرده إلى سوء الإدارة والذي مرده إلى انعدام التخطيط، الشيء الذي يجعل معظم مواردنا المتوافرة تذهب هدراً وعلى مرأى ومسمع من المشتغلين بالتنفيذ وأرباب تسيير الدفة. فلو قدر لهؤلاء المسؤولين عن أمر توفير الغاز بأن يتذكروا أنه في العام الماضي كانت هنالك أزمة لتمكنوا من التحوط لها وتدارك حدوثها بهذه الصورة البائسة، مما جعل أحد المواطنين يصف الأمر بسوء الإدارة وبؤس الخدمات وانعدام الرؤية وقصر النظر، وهذه كلها في واقع التفسير العملي تعد أوصافاً لعدم التخطيط وغياب المنهج التنفيذي، ومحصلة القول نتمنى ونترجى بأن يأتي الموسم القادم وتتذكر هذه الجهات المسؤولة بأن هنالك غاز يحتاجه المواطن، وأن هنالك مواطناً يستحق أن تتوافر له هذه الخدمة!!! الصديق أحمد الصديق