{ كسب الهلال الأفريقي التونسي بشق الأنفس ونجح سادومبا في فك الشيفرة التي استعصت على الحل بسبب بعض الظروف التي أحاطت بالهلال ومنها غياب عدد من الأساسيين المؤثرين في التشكيلة رغم أن هذا الحديث لا يتسق مع ناد كبير شرف السودان بقوة في دوري الأبطال وصرع عتاة الفرق ولكنه تراجع بشكل مخيف ولا نذيع سرا إذا قلنا إن بعضا من الجيل الحالي من اللاعبين أقل من قامة الأسياد ويفتقدون الطموح والحد الأدنى من اللياقة الذهنية والحضور والتفكير المثالي، مع أنهم أفضل من عشرات اللاعبين بالقياس إلى الامتيازات المتوفرة بالهلال. { انتهت مباراة الخرطوم وبات التفكير منصبا على لقاء رادس ومحصورا في كيفية التأهل سواء بمباغتة الأفريقي أو الخروج بالتعادل أو حتى الخسارة كأسوأ الاحتمالات بقارق الأهداف. { يجب أن نبني خطة للفوز بتونس ومباغتة الأفريقي بطريقة هجومية لاستغلال الضعف الظاهر في خط دفاعه ونتمنى أن يختار المدرب اللاعبين بكري المدينة وفليكس للاستفادة من قدرات كل منهما في المزاحمة ورفض الاستسلام والتخلص من الرقابة اللصيقة ونحسب أن الهلال قادر على تجاوز هذا المطب إذا قيض الله للمدرب العنيد العقل الراشد وتعامل بواقعية مع المباراة المذكورة وترك الخوف وودع الجبن والتردد وأبعد العناصر الدفاعية عن التشكيلة فالنتيجة لا تحمل الهلال على الدفاع لأنه لا يملك ما يدافع عنه. { أما أكبر مهدد للهلال في المباراة القادمة فهي ظاهرة الإصابات المقلقة والمرض الذي تفشى وسط اللاعبين وخير مثال يوسف وهيثم ولحاق سادومبا بهما عقب المبارة فيما يفتقد الهلال علاء وهناك ديمبا وحتى بويا عائد من الإصابة وتأثر خليفة بها فيما لم يعد سامي كما كان وحتى المعز ومساوي لحقتهما ولم يسلم كاريكا والوافد الجديد فليكس. { الإصابات أكبر عدو وخصم للهلال وعلى المجلس تلافي هذه الظاهرة بالدعوة إلى مؤتمر جامع يدعى له كبار الاستشاريين الأهلة حتى لا تتفاقم ويفقد الفريق لاعبين أكثر باعتبار أن المشوار طويل والدوري لا يزال في بدايته. { أعتقد أن حديث ميشو المحبط عن احتمال المشاركة في الكونفدرالية والتهرب من طمأنة ووعد جماهير الهلال بالتأهل على حساب الأفريقي وإعلانه ذلك جهرة عبر الفضائية السودانية هو الذي قاد للأداء الأخير رغم أن الهلال لم يكن سيئا بل كان جيدا قياسا بالمباريات الأولى في الممتاز وأمام كالا ولكنه لم يلامس سقف طموحات الجماهير التي تنظر للكيان بمنظار وردي لا يقبل أنصاف الحلول ولا الشكل الباهت. { يجب أن نلملم حسرات الفوز الضعيف وأن يتبنى الإعلام خطة إسعافية لمعالجة الفريق معنويا وتجهيز الفرسان لمباراة العبور واعتبارها ملحمة من ملاحم الهلال والسودان وكم من مرة كان الأبطال على قدر التحدي والعشم. { انتهت المباراة بهدف وهي واقع وينبغي أن نطوي هذا الملف بلا رجعة ونفكر في الغد فالأمس ولى ولن يعود وعلى الجميع التفكير في المستقبل وعدم الانعطاف للوراء والدوران للخلف. { والمستقبل يبدأ بالاعتراف بأن الفريق لم يكن ممتازا رغم الإشراقات وقد كان بالإمكان أفضل مما كان وهذا ما نتوقعه في تونس إذا شد الكل الأحزمة واستعاد الإرادة من البعيد فلا محال مع العزيمة ولا مستحيل على الأسياد. { وإذا نجح الأفريقي في الخروج خاسرا بهدف وحيد بإمكان الهلال تدريسه آخر فنون القتال بالفوز عليه في عقر داره أو التعادل أو أي نتيجة تحمل الهلال للدور القادم وليس ذلك بعصي على أسياد أفريقيا. { الأفريقي ليس بأقوى من الأهلي فريق القرن ولا أسيك أو النجم أو الترجي ولا حتى نساروا الذي خسر منه الهلال بثلاثية وعاد وعوضها بأفضل ما يكون ويمكن تكرار ذات الملحمة برادس والعودة بالنصر للسودان. { وعلى مجلس الهلال الترتيب مبكرا لسفر الفريق وحشد الدوافع المعنوية حتى تكتمل الصورة وفق الطريقة المطلوبة. تطور لافت!! { أجاز مجلس الاتحاد السوداني في اجتماعه الأخير مقترحا لتعديل القوانين واللوائح المقيدة لتسجيلات اللاعبين والمحترفين والدعوة لتحرير المواهب والسماح بالإعارة الداخلية وهو تطور لافت يستحق عليه الإشادة باعتبار أن العالم كله يعيش ثورة التحرير حتى لا يتم سجن المواهب وتقييدها بالمواد الجامدة. { لائحة تسجيل اللاعبين غير الهواة تتعارض كلية مع اللائحة الدولية ولا يوجد في العالم لاعب محترف يخضع للقواعد العامة ولائحة المحترفين معا ونرجو أن تسارع لجان الاتحاد لإنجاز المقترح قبل التسجيلات القادمة حتى تحرر اللاعبين فعليا وتخطو نحو العالمية ونتوقع أن تثمر هذه التعديلات بخفض المليارات التي تدفعها إدارات الأندية كحوافز لتسجيل اللاعبين. حزن!! اللهم ارحم المقاتل ود الجنيد وألهم آله وذويه الصبر والسلوان.